مـــع الـــفــــا رضـــي فــــي خــــمـــــريّــــتــــه الـــــشّــــهـــيـــر ة
مع الفارضي في خمريته الشهيرة كلّما التفتت إلى الزّمن الخالي إلاّ والتقيت، بأوساط القرون، من ذوي الألباب، من تركوا علوما وآدابا مازال نفعها يجري كجريان العيون الخالدة ،منذ رحيلهم إلى الرفيق الأعلى،إلى يومنا هذا.وقد التقيت الليلة بأحد المتصوّفين الكبار وهو أبو عمر بن أبي الحسن الحموي الأصل والمصري المولد.نشأ نشأة دينية تقوم على العفاف والصيانة والزّهد،وتعلّق بالمذهب الشافعي،واشتغل به.والفارضي المعروف بهذا الاسم كان من الشعراء الأفذاذ الذين ارتبطت أشعارهم بأرواحهم،وبأنفسهم.ومن أروع ما قرأت له"الخمرية"وهي القصيدة التي تغنّى فيها بخمرة الوحدة الإلهية وبالسكر الروحي حيث يقول: شربنا على ذكر الحبيب مدامــــــة**سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم لها البدر كأس وهي شمس يديرها**هلال وكم يبدو إذا مزجت نــــــجم ولولا شذاها ما اهــــــتديت لحانها**ولولا سناها ما تصــــــوّرها الـوهم ولم يبق منها الدّّهر غير حشاشة**كأنّ خفاها في صدور النّـــهى كــتم فإن ذكرت في الحيّ أصبح أهله**نشاوى ولا عـــــار علــيهم ولا إثــــم ومن بين