أتيتُ من البلاغة بالبيان
أصدقائي صديقاتي ايها القرّاء الكرام يُعرّفُ الكلامُ بانّه عيارُ كُلّ صناعةٍ وزمامُ كلّ عبارةٍ وَقِقسْطاسٌ يُعْرفُ بهِ الفَضْلُ والرّجحان.وميزانٌ يُعْلَمُ بِهِ الزّيادةُ والنُّقصان.والكلامُ كَيْرٌ يُمَيَّزُ بِهِ الخاصُّ والعام والخالصُ والمَشوب وَيُنْظَرُ بِهِ الصّفْوُ والكدرُ وَسُلَّمٌ يُرْتَقى بِهِ إلى مَعْرِفَةِ الصّغير والكبير وَيوصَلُ بِهِ إلى الحقير والخَطير.والكلامُ آلةٌ لإِظْهارِ الغامِضِ المُشْتَبِه وأداةٌ لِكَشْفِ الخَفيِ المُلْتَبِسِ.وبالكلامِ تُعْرَفُ ربوبيةُ الرّبّ وحجّةُ الأنْبياءِ والرّسُلِ وَيُحْتَرَزُ بِهِ مِنْ شُبُهاتِ المقالاتِ وفساد التّأويلاتِ.وَبِهِ تُدْفَعُ مُضِلاّتُ الأهْواءِ والنِّحَلِ وتُبْطَلُ تَأْويلاتُ الأدْيانِ والمِلَلِ.كما أنّ الكلامَ يُنَزّهُ عَنْ غَباوَةِ التّقليدِ وغُمّةِ التّرديد.وهذا ما نَسَجْتُهُ منَ البلاغة بِخيوط البَيان.. أَتيْتُ منَ البَلاغَةِ بالبَيانِ دعيني في عيونك أستريحُ***فأنــــــــت النّور والأمل المريحُ رأيت بك الوجود على ضفاف***من الأشعار أبدعها الفصـــيحُ ومنك النّور أشرق في كياني***وتحت الرّغوة اللّبن الصّــريحُ كأنّ ت