أُقاومُ بالحروف
قالوا:القلمُ أحدُ اللّسانيْنِ يُخاطِبُ الغُيوبَ بسرائِرِ القُلوبِ على لُغاتٍ مُخْتَلِفَةٍ منْ معانٍ معْقولةٍ بِحروفٍ معْلولةٍ مُتبايِناتِ الصُّورِ مُخْتلفاتِ الجِهات.لِقاحُها التّفكيرُ وَنِتاجُها التّدْبيرُ.تَخْرسُ مُنْفرداتٍ وتَنْطِقُ مُزدوجاتٍ بلا أصْواتٍ مسْموعةٍ ولا ألْسُنٍ مَحْدودةٍ ولا حركاتِ ظاهرة..وهكذا يسْتَمدُّ القلمُ بِحبْرِهِ فَينْثُرُ في القِرْطاسِ بِخَطّهِ حُروفاً أحْكَمها التّفَكُّرُ وهدى الأَسْماعَ بها الكَلامُ الذي غَزلَهُ العَقْلُ وَنسَجَهُ اللّسانُ فقطّعَتْهُ الأسنانُ لِتَلْظَهُ الشّفاهُ وتَعِيَهُ الأسْماعُ بشتّى الأنْحاءِ والصّفات. إنّها الأقْلامُ التي تَخْتَلِسُ بِلُطْفها الأحلامَ صافيةَ الجواهِرِ زاهيَةَ الأزاهِرِ لَيِّنَةَ الأعْطافِ ناعِمَةَ الأطْرافِ.تَبْكي وهي مُبْتَسِمةٌ.وَتسْكتُ وهي بما يُطْربُ السّمْعَ مُتكلّمةٌ. أقاوم بالحروف وباليراع أبى قلمي الرّضوخ إلى الضّباع***وقرّر أن يظلّ من السّــــــباع تأبّط أحرف الإبداع نــــــــظما***فأشرق بالبيان وبالشّـــــعـاع وأقسم أن يناضل في بلاد***بها الإفساد عربد في الطّبـــــاع يلاحقه الذين طغوا علينا***ويأبى