الحمدُ لله.والصلاةُ والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين وخلْقِ الله أجمعين,محمّد بن عبد الله ,وعلى آل بيته الكرام وصحْبه الميامين العظام. أما بعد فإنّ العلمَ والأدبَ كوثران لا يفْنيان وسراجان لا ينْطفِئان وَبدْلتان لا تبْليان..قال الحكماءُ:الجهلُ هو الموتُ الأكبرُ,والعلمُ هو الحياةُ الشّريفة,فَمَنْ كَثُرَ أدَبُهُ شرُفَ وإنْ كان وَضيــعاً,وارْتفع صيتهُ وإنْ كان خاملاً,وكَثُرتْ حَوائِجُ النّاس إليه وإنْ كان فقيراً.وقدْ سُئِلَ أبو عثمانَ الجاحظ عن الكلامِ فقال:هو عيَّارُ كلِّ صناعةٍ,وَزِمامُ كلّ عبارةٍ,وقُسْطاسٌ يُعْرَفُ به الفضلُ والرّجْحان,وميزانٌ يُعْلَمُ به الزّيادةِ والنّقُصانُ.وهو كَـيْـرٌ يُمَـيَّــزُ به الخاصُّ والعام,والخالص والمشوبُ وَيُعرفُ به الإبريزُ والسَّتوقُ,والصَّفْوُ والكَدرُ.والكلامُ سُــلّــمٌَ يُرْتَقى به إلى مَعْرفةِ الصّغير والكبير,ويُوصَلُ به إلى الحَقير والخَطير. وقدِ اكتشفَ ذوو الألبابِ في علوم الآداب حقيقـةً مَفادُها أنّ الشّعرله أدوارًا طلائعيةً في بناء الحضارة العربية الإسلامية منذُ نشأتها الأولى,وعلى امتداد عصورها الذهبية الطّويلة.ذلك أنّ الشّعر لم يكنْ مُ