إنّ الرّبيع به الطّبيعة أشرقت

ّإنّ الرّبيع به الطّبيعة أشرقت

حلّ الرّبيع فمرحبا بحلوله***وبورده وبــــــزهره وبــــــــــــفلّه

وكأنّما جاء البهاء مهلّلا***ببديع حسن فروعه وأصــــــــــــوله

أولم تر الأزهار عند قدومه***أبدت رفيع الحسن فور حــــلوله

والطّير تشدوا غبطة وترنّما***بمجيئ ما ســـحر القلوب بنسله

والغيث أقبل بالحياة مجدّدا***فأجاب عنه العـــــــــندليب بقوله

فظننت أنّي حالم في جــــنّة***لمّا رأيت الـــــغيث جاد بـــــطلّه

وعجبت للأزهار كيف تلاقحت***لتعيد فنّ الإبتكار لأصــــله

لو أنّ بالتّجديد قوبل وحــــــيه***لأثار موهبة النّـــهوض بحلّه

إنّ الرّبيع به الطّبيعة أشرقت***قتقدّمت نعم الفــصول بفضله

تبّا لنا قتل الرّبيع فما لنا***حلّ يجــــــــــنّبنا الجفاف بوصـــله

أوليس عارا أن نميت ربيعنا***ونقوم عمدا في الشّروق بقـتله؟

وأرى الذي يتلو حديث رسولنا***يؤذي الأنام بقوله وبفــــــعله

عجبا لكلّ الحاكمين بأمّتي***خنقوا الرّبيع فمات قبــــل حلوله

وبموته احتلّ الهوان نفوسنا***فأذاقنا نكـــــــــد الحـــــــياة بذلّه

نمسي ونصبح كالنّعاج بدولة***فيها الخريف قد اسبـــــدّ بويله

تصفو الحياة لجاهل متملّق***فيحبّها حبّ الخلـــــــيل لخـــــلّه

ولمن يغالط في الحقائق أهله***فيقودهم نحو الهلاك بجـــــهله

وإذا الحقائق في العقول تشوّهت***تاه النّفكّر في الضّلال بقوله

ما قبّلت أيدي التّســـــــلّط أمّة***إلاّ إذا رضيت بلحس نــعاله

قبحا لقــــتلك يا ربيع فإنّه***جرم تقهقرت الشّـــــعوب بفـــعله

أيموت فصل بالحياة قد ارتقى***وبه الطّيبعة تســتظلّ بظـلّه؟

غامر بنفسك كي تعيش مكرّما***إنّ التّحرّر يستـــجيب لأهله

محمد الدبلي الفاطمي