وذا قدر البهائم يا حبيب

 وذا قدرُ البهائم يا حبيبُ

نعيشُ على التّرقّب والأملْ***ولا عزمٌ هـــــــــــناك ولا عــملْ
نظنّ بأنّ أمّتنا ستــــــحيا***كما كانت لدى القــــــــــــوم الأُولْ
وكــــــم قلنا بأنّ الفجر آتٍ***فكانت تلــــك بادئة الشّــــــــــلل
نسير إلى الوراء ولست أدري***لماذا عندنا انْتشَــــــــرَ الوَجلْ
ألم تر كيف أسقطنا التّدنّي***فصرنا في الخلائق كالهـــــــــملْ
////
يُلاحِقُ عيشَتي الأملُ الكئيبُ***وذا قدرُ البـــــهائــم يا حبـــــيبُ
أقلّب نَظْرتي في عيش قومٍ***رضوا بالذّل فانكمش النّصـــــيبُ
أصبنا بالبــــــلادة من قرون***ونحن إلى الضلالة نســــــتجيب
نساهم في الخراب بلا حياء***ونور العلم يعشــــقه اللّبـــــــيب
فقدنا في الهداية كلّ شيئ***وكيف سيهتدي من لا يجيـــــــب؟
////
رفضت بأن أكون من اللّئام***ببيع النّفـــس في سوق الظّــــلام
فكنت مخالفا لمن استطابوا***حياة الذّلّ واعتـــمدوا التّــــعامي
وفي وطني رفضت النّهب جهرا***فعشت مناضلا وســط الأنام
أسرت بباب مدرستي صغيرا***وكان السّجن أكبر من مـــقامي
قضيت به السّنين فصرت قبرا***بجوفه أستغــــيث من اللّـــئام
////
تعلّمت الكثير من الدّروس***وقد كسر العــــديد مـــن الرّؤوس
قضينا في سجون الظّلم ليلا***به الدّيجور عربد في النّــــفوس
نقاوم في العذاب ونحن موتى***ونحمل ما أعدّ من النّــــحوس
ومن ساسوا البلاد طغوا كثيرا***وقد شربوا الجماع مع الكـؤوس
فكيف سنستعدّ بلا ســلاح***ولا علــــــــــــم يؤطّــر بالدّروس
////
موازين الهوى تحيي الفجورا***لتنبت في ثقافتنا الشّــــــــرورا
وقد جعلوا الرّباط لها مضيفا***لنشهد لعنة أمــــــــــست تبورا
سينتــــشر العراء بكلّ ركن***وفي التّلفاز ننتــــــــظر الفجورا
وليس لنا على الإطلاق رأي***لأنّ بلادنا تهوى القــــــــشـورا
تأمّل في الورى سترى قطيعا***يقاد إلى الهــــوى عمدا وزورا
////
ننافق في الحديث وفي الوعود***ونركع للصّهاينة القــــــــرود
نمدّ جيوشهم بالمال ســــــرّا***ونشـــــــحن ما يراد من الوقود
وإن هجموا على الإخوان بطشا***سكتنا عن محاسبة اليــهود
كأنّ الضّعف قهقرنا جـــــــميعا***فحـــــوّلنا إلى عدم الوجـود
تباد شعوبنا فــــــــي كلّ يوم***وتنتهك الحقوق بلا حـــــــدود
////
نسمّى في الورى بالمسلمينا***وهذا الدّين دين المقســـــــطينا
ونحن كما ترى قــــــوم زناة***نـــساهم في انتشار السق فينا
نعدّ المـــــــهرجان لقوم لوط***وقد وجدوا الرّباط لهم أمــينا
فجاؤوا من بلاد الغرب شوقا***لزرع عيوبهم في المــسلمينا
فوا حزني على وطني وديني***ووا أسفي على المــــتآمرينا
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة