رقـــــصة الأرمـــــلة الـــــسوداء ومأ سا ة الإنتـــــــهاء

رقصة الأرملة السّوداء ومأساة الإنتهاء

من أبشع المآسي التي مازالت مستمرّة الوقوع إلى يومنا هذا في دنيا الحشرات،مشهد العنكبوت المعروفة بالأرملة السوداء .هذه الحشرة التي ضرب الله بها المثل للنّاس في محكم كتابه حيث قال جلّ جلاله:"وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".وتبدأ المأساة بالرقصة السحرية  للعنكبوت أمام غريمها العنكب مبدية له كلّ مشاعر الحبّ والمودّة والعطف.وحالما يشهد العنكب المسكين هذه الرقصة الساحرة حتّى يبدأ في الا قتراب منها معتقدا أنّها تضمر له ما تظهره من مودّة وحبّ. وكلّما ازداد العنكب اقترابا وتودّدا كلّما أبدعت الأرملة السوداء في أساليب الغدر والخداع مستهدفة طمأنة العنكب حتّى يسهل عليها الفتك بحياته.ومن خلال تودّد العنكبوت  يشعر العنكب بالإطمئنان فيحصل الجماع بعد أن يكون كل العنكب والعنكبوت قد أنهكهما العياء.لكنّ الأرملة السوداء تستجمع قواها وتنقضّ على العنكب المنهك بعياء الإتّصال الجنسي فتقتله ثمّ تشرع في افتراسه.وعندما تضع صغارها تحملهم حميعا فوق ظهرها فيبدأون في افتراس بعضهم بعضا متجاهلين أخوتهم بفعل طبيعتهم المتوحشة.

والله سبحانه وتعالى نبّهنا إلى هذه الآية العظيمة التي تعكس أسباب خراب البيوت والأسر.فإذا كانت الزوجة تكيد لزوجها بغية التّخلّص منه،وإذا كانت  التربية المنحرفة للأولاد قد  دفعتهم إلى التطاحن والصّراع فيما بينهم من أجل حطام الحياة فإنّ مثل هذه البيوت معرّضة للإنهيار سوسيولوجيا لأنّها بنيت على الغدر والخداع،لا على المحبّة والتعاون والوئام.وفي هذا السيّاق يتّضح أنّ ميثاق الزواج يجب أن يبنى على الصدق والمحبّة والنّوايا الحسنة لكي يتمخّض عنه بيت متماسك وأسرة مترابطة يحكم تساكنها الإيمان بالقيم الإسلامية الطاهرة.قال الشاعر:

                   والأمّ مدرسة إذا  أعددتها***أعددت شعبا طيّب الأعراق

من هنا يتبيّن لنا ،وفي واضحة النّهار، أنّ العلاقة بين الزّوج وزوجه تنعكس آثارها على الأبناء سواء بالسّلب أو بالإيجاب.لذلك يتوجّب أتّخاذ جميع الاحتياطات اللاّزمة عند الإقدام على الزواج بغية تفادي مأساة العنكب كما أوضحها لنا ربّ العزّة في محكم كتابه المبين.

                                                                            محمد الدبلي الفاطمي









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة