وإنّي قد وجدت الحرف سهما

وإنّي قد وجدت الحرف سهما

أناضل بالعــــبارة في بلادي***وأرســـــم ما أحسّـــــــه بالأيادي

وإنّي قد وجدت الحرف سهما***يصوّب بالتّفـــــكّر في المــــــــراد

فقلت له كلانا مســــــــتعدّ***لكشف النّهب في أرض الفـــــساد

متى نعقد عزائـــــــمنا ترانا***من القرطاس نرجـــــم في الأعادي

فنضرب بالبيان من استبدّوا***ونوقظ من تدجّن في العــــــــــــباد
////
مشى ومشيت كالأخوين راما***مراما في الحياة علا مقـــــــــاما

نظمت به الكلام فخلت أنّي***شققت به النّـــــــــــوائب والظّلاما

وفي يمناي حرف الضّاد أضحى***بيانا في اللّســـان جرى انتظاما

تقلّب في مـــــــعانيه ابتكارا***فأبدع منـــــــــــــــطقا بلغ المراما

أغرّد كالهزار به انـــــــشراحا***فيبســـــــــــط لي بروعته الكلاما
////
طلعــت بأحرفي فأتى النّهار***كأنّ الضّاد تعشـــــــــــــقه البـحار

حملته فوق كفّي مستنيرا***برفقته العــــــــباقرة الكـــــــــــــبار

وصغت بنظمه الأحلام علما***ونورا يســــــــــــــــــتحمّ به الزّوار

أنا عربيّ ماض قد تــــولّى***أتيت اليوم يحــــــــــــــملني القطار

لأخبر أمّتـــــــى خبرا يقينا***بأنّ المـــــــــــــــــجد يصنعه الخيار
////
قرائح أمّتـــي رقدت قرونا***وفضّلت الملاهي والمجــــــــــــــونا

وقادتها المصائب نحو ليل***به الظّــــــــــــــلماء تلتهم العــــيونا

تأمّل حالنا سترى شعوبا***بها الحــــــــــــــكّام قد ركبوا الجنونا

إذا ما ثار شعب مات حيّا***وفي وسط التّقـــــــــــــدّم لن يكـونا

فقدنا الفقه في المسعى فصرنا***نطيق من الأذى ما حمّلــــونا
////
فظيع أن نعامل كالحــــمير***ونحيا دون معـــــرفة المـــــــــصير

ألم تعلم بأنّ الخوف ضعف***وأنّ الضّعف ينــــــــــــسب للحمير

وإنّ الخوف تلو الخوف يفشو***فيدفع أهله نحو السّــــــــــــعير

ونحن إذا ضعاف النّاس خرّوا***رفضنا أن نعيـــــش على الشّعير

كأنّ نفوسنا تحتــــــجّ فينا***على التّحقـــــــــير من قبل الوزير
////
تعلّمنا المـــدارس بالقلم***خليـــــــــــــــــطا بالهراء قد اتّسم

تلقّننا التّخــــلّف كلّ يوم***وتزرع في ضـــــــــــــــمائرنا الوهم

متى ننقل إلى قوم رؤانا***نشـــــــــــــــــــوّه ما نقول بلا ندم

ونزعم أنّنا للخير نهدي***وخير النّاس يصـــــــــــــــــنعه القلم

ألا لا يكذبن أحد علــينا***فنحن اليوم أشــــــــــــــــبه بالغنم

محمد الدبلي الفاطمي