سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ أَدَبِ السُّجونِ

سَأَلْتُ النّاسَ عَنْ أًًَدَبِ السُّجونِ
أرى التَّهْميشَ في وَطني حلالا***وقَدْ نَخَرَ الشَّبيبَةَ والمَـــجالا
أَساءَ إلى المُواطَنَةِ انْحِطاطاً***وأمْطَــــــــــرَنا المَذَلَّةَ والوَبالا
يَقولُ ليَ الضِّباعُ غداً سَنَرْقى***وَسوءُ القَوْمِ منْ عاشوا اتّكالا
أُقَلِّبُ نَظْرَتي في نَهْجِ أَهْلي***فَأَشْعُرُ بِالوُجودِ قَدِ اسْـــــــتَحالا
وأَبْكي بِالحُروفِ على بِلادٍ***بِــــــها الخَنَّاسُ فوْقَ النّاسِ بالا
                                 ////
سَأَلْتُ النّاسَ عَنْ أًًَدَبِ السُّجونِ***كَأَنَّهُ في الحَياةِ مِنَ الفُــنونِ
فَقالوا لي كَلاماً فيهِ جُبْنٌ***يَدُلُّ على التَّوَغُّلِ في الظُّـــــــنونِ
وَحينئذٍ تَمَلَّكني شُعورٌ***كَأَنّي قَدْ صُعِقْتُ منَ الجُــــــــــــنونِ
بِلادي شَعْبُها شَعْبٌ جبانٌ***يَخافُ منَ التَّسلُّطِ في السُّـــجونِ
فَكيْفَ أَخافُ والرّحمانُ ربّي***وأمْرُ اللهِ بينَ الكافِ والنُّونِ؟
                                  ////
أَرى أنّي أُكَلِّمُ في الجَمادِ***وَقَدْ هَجَـــــــمَ الفَسادُ على بِلادي
كَرِهْتُ العَيْشَ في وَطَني لَقيطاً***أُوَلْوِلُ في الحَواضرِوالبَوادي
أَسُبُّ وأَشْتُمُ الظَّلْماءَ فينا***ولا سَمْعاً لِمَنْ لُغَتـــــــــي تُنادي
أَجيبوني فَإِنّي في انْتِقادي***فَقَدْتُ الرُّشْدَ في وَجْهِ الأَعادي
حَزِنْتُ على تَخَلُّفِنا سِنيناً***وَجَهْلُ النَّاسِ يَصْـعَدُ في ازْدِيادِ
                             ////
لقدْ بَلَغَ الزُّبى سَيْلُ المَآسي***وَخُرِّبَتِ البُيُــوتُ من الأَساسِ
وَتَرْبِيَةٌ كَهَذهِ في بلادي***سَتَرْمي بالنُّــــــفوسِ إلى المَآسي
نُعَلِّمُهُمْ قُشوراً لَيْسَ إلاّ***وَنُبْدِعُ في التَّبَــــــــــــرُّجِ واللِّباسِ
كَأنَّ مدارِسَ الأَوْطانِ أَضْحَتْ***مَلاذاً للتَّـــــخَلُّفِ والنُّعـاسِ
تَيَقَّظْ يا ثَقيلَ السَّمْعِ وافْهَمْ***ولا تَرْكُنْ إلى وَهْمِ التّـــــــناسي
                              ////
يُحَفِّزُني بِرَوْعَتِهِ الشَّبابُ***وَيُسْعِدُني بِخَـــــــمْرَتِهِ الكِـتـــابُ
وأَعْلَمُ أَنَّني إنْ كُنتُ نَجْماً***سَأَلْمَعُ والفَلاَحُ هُــــــوَ التَّــــوابُ
تُعَلِّمُنا التّجاربُ كـــلَّ يَوْمٍ***دُروساً تَسْتَجيــــبُ لَها الرِّقــــابُ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ أَضحى شَريدا***يُحيطُ بِهِ التَّوَهُّـــــــمُ وَالضَّبابُ
فَفَكِّرْ ثُــــمّ دَقِّقْ ثُـــــــمَّ قَدِّرْ***فَإنَّ العَــــــــــــقْلَ يَعْقِلُهُ الحِسابُ
محمد الفاطمي الدبلي




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة