نجعجع

بقدر ما تتعدّدُ دروبُ المَعْرِفةِ بقدرما تتعدّدُ حقولها ومزارعها من مراكزَ للبحوث ومُختبراتٍ ومكاتِبَ للدراسات وما إلى ذلك من أدوات البحث والتّنقيب.ولا يُمْكنُ إيجادُ هذه الأسباب إلاّ بالجدّ والإجتهاد كما يراهُ الجميعُ ماثلا أمامَ أعيننا لدى الأممِ المتقدّمة.وحريّ بنا أنْ نقلّب أبصارنا وأنْ نُدْرِكَ ما لنا وما علينا وأنْ نَعودَ إلى ضمائِنا بغية أسيعاب مدى تَخلُّفنا عن مواكبة أهل زَماننا.
تُصرفُ أموالُنا في الحانات والملاهي ودور القمار  كما تُقتنى بها الأسلحة المكلفةُ جدّا لنقاتل بها بعضنا البعض.ونحنُ كما ترى نُجعجعُ بلا طحين وندّعي أنّنا مُصلحون ونحنُ بالطّبائعِ مُفسِدون.أردنا أنْ نصلحَ التّعليم فأفسناه وفي الحضيض أسقطناهُ.نُعَلّمنا أجيالنا ما يضرّهم ولا ينْفعُهم ونحنُ مُدْركون لذلك.نُغالِطُ في الحقائقِ ونُؤْمِنُ بالتّحايُلِ والنّفاق .فقدْنا تقديسَ القِيمِ وَأضَعْنا النّفائِسَ مِنَ المَواعِظِ والحِكمِ.فَصرنا كالقطعان من المواشي والإبِلِ.نٌقادُ إلى حيثُ شاءَ الحُكّام لا إلى حيثُ شاء الإسلام.وهذا النظمُ الخماسي عُصارةُ ما نثرت.
 


نُجعجع 
أصاب السّحت مجتمع العربْ***فصاروا في الورى مثل الحـــطبْ
يتاجرُ جلّهم في كلّ شيئ***وفي أوطانهم كثـُــــــــــــرَ الشّغبْ
سماسرة خفافيــش رعاع***تخـــــــــلّوا في الحياة عن النّسبْ
وباعونا قطـــيعا في بلادي***فأصبــــــــــــــحنا عراة في الطّربْ
وفي التّلفاز قد كشفوا النّوايا***فمات الحبّ وانتـــــــــــحر الأدبْ
                                 ////
ثقافتنا استبدّ بها الضّباعُ***وحرفُ الضّاد شــــــــــــــــرّده الرّعاعُ
وأهلُ الفكر قد ناموا دهوراً***فجفّ الحبرُ واختــــــــــــــنقَ اليراعُ

نُجعْجعُ في الحياةِ بلا طحينٍ***وفي أوْطانِنا كثُــــــــــــــر الجياعُ
وننْهقُ كالحمير ولا نُبــــــالي***ونزْعُــــــــمُ أنّنا بشــــــــرٌ سِباعُ
نشأْنا كالكلابِ بلا ضــــــــميرٍ***وجنْدلنا التّخلّفُ والضّــــــــــــياعُ
////
ثقافتُنا أراها لا تــــــسيرُ*** وفي خطواتها غَمُضَ المــــــــــــصيرُ
تعثّرَ فِقْهُنا في كلّ علْـــمٍ*** وشاعَ الغشُّ فانْتصرَ الحــــــــــــميرُ
نسيرُ إلى الوراءِ بلا شُعورٍ*** ونجْـــــــهلُ أنّنا خلْــــــــــــفاً نسيرُ
وننْبـــطِحُ انْبطاحاً فيه عارٌ*** لِيعْصُرَنا المُـــــــــــــــفتّشُ والمـديرُ
تُباعُ لنا الشّواهدُ بالهدايا*** وقد خُتـــــــمَتْ وأيّـــــــــــدها الوزيرُ
////
ثقافتُنا أطاحَ بها الكسادُ*** ولوّثها التّـــــــــــلاعبُ والفــــــــسادُ
غدتْ سلعاً بلا نَفْعٍ ولا*** تَوَجُّـــــــــــــــــــــــــهُها يُقادُ به العبادُ
وأصبحَ فكرُنا فكراً عقيماً*** يغلّفُهُ التّقــــــــــهْقرُ والكَـــــــــــسادُ
نلومُ الغَيْرَ في كُلّ القضايا*** وفي أعشاشنا كـــــــــــــــثُرَ الرّقادُ
فكيْفَ سنخْلعُ الأوْهامَ عنّا؟*** وكيفَ ستسْـــــــــتعينُ بِنا البلادُ؟
////
ثقافتُنا اســـتبدّ بها الهراءُ*** وخلْـــــــــخَلها التّعثّرُ والبـــــــــغاءُ
نَلــــوكُ كلامنا لوْكاً رديئاً*** وداءُ الـــــــجهْلِ يمْحُـــــــــقُهُ الدّواءُ
ومدْرسةُ التّعلّم في بلادي*** يُروَّجُ في مَرافِــــــقِها الــــــــبلاءُ
تلامذةٌ تراهُمْ في صفوفٍ*** قراءتُهُمْ ضجيــــــــــجٌ واسْـــــتياءُ
وضُعْفٌ في التّمدرُسِ مُسْتدامٌ*** ونهْجٌ في إدارتِهِ الغــــــــــباءُ
////
ثقافتنا تميلُ إلى القُشورِ*** وقد خُنِــــــــــقَتْ بِرائحةِ البُــــخورِ
يُديرُ شُؤونها قوْمٌ عِجافٌ*** تربّوا في البُيوتِ على الفُـــــــــجورِ
لَوى التهريجُ ألْسُنَهُمْ فأضْحوا*** سماسرةَ التّخلّفِ في العصـورِ
وتلك ثقــــافةُ الغوْغاءِ فينا*** وجهْلُ النّاسِ ينْمو بالــــــــقُشور
////
تقافتنا تَجاوَزَتِ القذارهْ***فأضحت بينــــــــــــــــــنا مثل الدّعاره
تشبْرقَ صرْفُها باللغْو قولاً***وأصبحَ فهــــــــــمنا فَهْمَ الحـجاره
فهلْ حُدّثْتَ عنْ قومٍ أضاعوا***لساناً بِالبيانِ كسا الحَـــــــضارَهْ
مدارسُنا تعاني من فســـاد***ومن نُخَبٍ تَقودُ إلى الخَــــسارهْ
وتلك مناهج الجـــهّال فينا***ونهجُ الغـــــــــــشّ تدعمه الإداره
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة