ربّ العباد بكسب العلم قد أمرا

الحمد لله الذي أنزلَ على عبده الكتابَ ولمْ يجعلْ له عِوَجا والصلاة والسلام على المصطفى الرّسول الأمين وعلى آل بيته الأشراف الميامين .

أمّا بعدُ فإنّ العلمَ يُحيي قلوب الميّتين كما تحْيا البلاد إذا ما مسّها المَطرُ والعلمُ يُزيلُ العمى عن عين صاحبه كما يُجلّي القَمرُ الظّلماء

بأنواره.ولولا العلمُ لكانَ النّاسُ كالبهائم.مصْداقاً لقوله تعالى:إنّ شرّ الدّوابّ الصمُّ البُكْمُ الذين لا يعقلون.لذلك كانَ مقامُ العلمِ في الإسلام مقاما

عالياً حين دعا الله الناس لكسب العلم والمعرفة مُستهلا قوله تعالى في سورة القلم: إقرأ باسم ربّك الذي خلق خلق الإنسان من علق.وقصيدتي

هذه تنحو هذا المنحى في التّشجيع على اكتساب المعرفة والعلم انطلاقا ممّا ورد في هذا الإستهلال الكريم.


رَبُّ العِبادِ
داءٌ أَلَمَّ بِنا فَاغْــــــــــــــــــتالَ أيدينا***وَهُـــدَّ عالمنا رُعْبا وَتخْـــــــــــــــــوينا
أماتَ أنْقُسنا ما لا له مَــــــــثَلٌ***وَشَـــلَّــها جَهْلُها غَيّاً وَتَـدْجــــــــــــــــيــــــنا
حَتَّى كَأَنَّ أَعاصيرَ الأَسى هَجَمَتْ***على النُّــــــفـوسِ فَزادَتْ مِـنْ مَــــآســــينا
رَمى بِنا الضُّعْفُ في أَحْضانِ أوْبئةٍ***طَغَــــتْ عَلَــيــــــــــنا بِداءٍ طالَ أَيْـديـنا
والإنْسُ يَصْرُخُ تَحْتَ الحجْرِ مُرْتَعشاً***كأنّ جائحةَ العدْوى سَــــــــــــــتُفْنينا
////
يا أُمَّةً لا لها في عَصْرِنا شَـــــرَفا***أَضْحَتْ حَضارَتُـــها عِــنْدَ العِـدى تُـحَـفـا
حُكَّامُها مِنْ أذى الفيروس قَدْ وَجِلوا***فَزادَهُــمْ رَبُّــــنـا مِنْ جُـبْـنِــــــهِمْ تَــلَـــفا
ساسوا الشُّعوبَ بِما أَمْلَتْهُ سَطْوَتُهُمْ***فَأَصْبَــــــحَ النَّـــاسُ في أَوْطانِهِمْ جِيَــفــا
وَأرهبوا الأُمَّةَ العَجْفاءَ فَانْبَطَحَتْ***وَسَلَّــــــمَــــتْ نَفْــــــسَها خَوْفاً فَوا أَسَــفـا
تَحْنو الشُّعوبُ إلى الحُكَّامِ إنْ ضَعُفَتْ***فَـتَفْـقِـدُ العِرْضَ والأَخْلاقَ والــشَّــرَفا
////
رَبُّ العِبادِ بِكسبِ العلمِ قَدْ أَمَـــــرا***وَنَحْنُ نَعْـــتَـــبِـــرُ اسْـــتِــعْـــــبادَنا قَـدَرا
ماتتْ ضَمائِرُنا بِالذُّلِّ فَانْعَدَمََـــــتْ***فــينا الكَـــرامَةُ كَيْ نَــــبْقـــى لَهُـمْ بَــقَـرا
نَرْعى وَنُحْلَبُ كَالأَنْعامِ في وَطَنٍ***أَضْحَتْ مَـــوارِدُهُ تُعْـــطى لِمَــــنْ كَــــفَرا
يَجْني اليَهودُ مِنَ الأَرْباحِ في بَلَدي***ما يَشْتَرونَ بِهِ الحُــــكَّــــــامَ وَالخَـــــبَرا
وَيُشْحَنُ النِّفْطِ عَبْرَ البَحْرِ مُتَّجِها***إلى الــيَــــهـــودِ لِأَنَّ الأَمْـــرَ قَـــــدْ صَدَرا
////
با أُمَّةً رَكَعَتْ ذُلاًّ على الرُّكَبِ***فَأَصْبَحَـــتْ عِـــبْـرَةً مِنْ كَـثْـــرَةِ العــــــجَبِ
تَكادُ تَخْنِقُها الظَّلْماءِ في زَمَنٍ***أَلْـــقى بِها أَسْـــفَــــــــلَ الأَقْــوامِ في الرُّتَــــبِ
كَقَصْعَةٍ حَوْلَها الجَوْعى قدِ اجْتَمعوا***مِنْ مُلْحِدينَ وَمِنْ هُــودٍ وَمِــنْ عَــــرَبِ
جَرى لَها الفَأْلُ نَحْسا واسْتَبَدَّ بِها***ضُعْـفٌ فَأَحْــــرَقَـــها كَالـنَّـــارِ للحَـــطَبِ
لَمَّا رَأَتْ أَهْلَها في الغَـيِّ قَدْ غَرِقوا***خَـــرَّتْ لِنائِــــبَـــةٍ أَعْــدى مِنَ الجَـــرَب
////
بِالأَمْسِ كُنَّا بِدينِ الله نَعْتَــــــصِمُ***والحَــــــجُّ يَجْــمَعُـــــنـا والحِـــلُّ والحَــرَمُ
كُنَّا بِوَحْدَتِنا تُخْـــــشى مَهابَـــتُنا***والأُسْـــدُ أُسْــــدُ الوَغى والحَربُ تَحْــــتَدِمُ
واليَوْمَ نَحْنُ بِلا عِرْضٍ وَلا شَرَفٍ***وَلا انْــــتِسابٍ بِهِ الإسْــــلامُ يُحْـتَــــرَمُ
تَشَتَّتَ الشَّمْلُ فانْهارَتْ حَضارَتُنا***وأَصْبَحَ الَقــــوْمُ في أَجْــسـادِهِــــمْ نُــــوَمُ
إذا رَأَتْنا الهودُ قالَ قائِلُـــــــــهُمْ***مِنْ هَـــؤُلاءِ أَتى الإِمْـــــلاقُ والـــــعَــــــدَمُ
////
يا أُمَّةً أَصْبَحَتْ عَمْياءَ بِالفِتَنِ***فَزادَها الجَهْـــلُ ما يَكْـــــفي مِنَ المِـــــحَـــــنِ
تُمْسي وَتُصْبِحُ كَالأَصنامِ جامِدَةً***تَجْتَرُّ ماضِيَها المَدْفــــــــونَ في الزَّمَــــنِ
كَأَنَّنا أَضْعَفُ الأَقْوامِ قَاطِبَةً***مِنْ كَـــــثْرَةِ الجُــــــبْـــنِ والتَّــهْويـلِ والوَهَــنِ
وقَدْ هَدَمْنا شُموخاً شَيَّدَتْهُ لَنا***أَجْدادُنا الغُرُّ مِنْ حَـــــيْـــفا إلى الــــــــيَـــمَــنِ
وَإِنَّ قَوْمي وَإِنْ كانوا ذَوي عَدَدٍ***فَهُمْ شُـــعوبٌ مِنَ الغَـــــوْغــــــاءِ وَالعَـفَنِ
////
يا أُمَّةً أَفْلَسَتْ في القَوْلِ وَالعَمَلِ***مِنْ بَعْــــدِما أَصْبَحَتْ تَرْعى مَعَ الهَـــــمَلِ
أَطْفالُها انْحَرَفوا مِنْ بَعْدِما هُمِلوا***فَكــــانَ مُنْطَــــلَقاً أَدَّى إلى الفَـــــــــشَــلِ
ماذا المَدارِسُ في الأَوْطانِ قَدْ صَنَعَتْ***إلاّ المُصابينَ بِالعَدْوى مِنَ الكَسـلِ
فَلا عُلومٌ ولا فِـــقْــــــــهٌ ولا أَدَبٌ***ولا لنا مِهَـــــنٌ تُـــفْضي إلى العَـــــمَلِ
طالَ انْحِطاطُ بَني الإسْلامِ قاطِـــبَةً***وَلَعْـــنَـــةُ القُدْسِ جاءَتْـهُمْ على عَجَــل
////
ماذا أَقولُ وَنُعمى النَّاسِ أَقْـــــــوالُ***وأَنَّنا بقَضاءِ الحَــــقِّ جُـــــهَّـــــــــالُ
لا تَمْتَطي المَجْدَ إلاَّ أُمَّةٌ شَــــرُفَتْ***يِالعِــــلْمِ في وَسَــــطِ الأَقْوامِ تَخْــــتالُ
لَها منَ العَزْمِ ما اخْتارَتْ إِرادَتُها***كالغيْثِ يُحْيي وَما للْغَــــــــــيْثِ أَمْثـالُ
لا أُمَّةٌ غَرِقَتْ في البُؤْسِ فَاخْتَنَقَتْ***وَالبُؤْسُ يَخْـــــنُـــقُ والإِقْــــدامُ قَــتَّالُ
إنَّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ الكـــــــــتابِ بِه***شَـــرٌّ لأُمَّــتِـــنا بِالجَهْـــــلِ يَغْــــــــتالُ
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة