وَعَوْنُ الحُــــــرِّ نُــبْــلٌ وَارْتِـــــقــــاءٌ

وَعَوْنُ الحُــــــرِّ  نُــبْــلٌ وَارْتِـــــقــــاءٌ

أرى مَنْعي منَ النَّشْرِ انْهِزاما***وَحَظْري جاءَ حِــــــقْـــداً وانْــــــتِقــــــــاما

أُقاوِمُ في الضِّباعِ بِرُمْحِ نَظْمي***وَرُمْحُ الشِّـــعْـــــــرِ قَدْ هَـــــزَمَ اللِّـــــئاما

رَجَوْتُ الأَصْدِقاءَ بِأَنْ يَهُبُّوا***فَـــعَــــــــــوْنُ الأَصْدِقـــــاءِ غَــــــــدا لِزاما

وَعَوْنُ الحُرِّ نُيْلٌ وارْتِقاءٌ***بِهِ الرَّحْـــــمــــــــانَ قَــــــــدْ رَفَـــعَ المَـــــقـاما

فَجُدْ بِالمُسْتَطاعِ ولا تُبالي***فَإِنَّ النُّـــــورَ يَخْــــــــــــتَــــــــرِقُ الظَّــــلاما
                             ////
سَتَحْمِلُنا إلى الأَمَلِ الظُّروفُ***عَلى سُفُــــــــنٍ سَـــتُـــبْدِعُها الحُــــــروفُ

وَما الإِبْحارُ نَحْوَ الفَجْرِ صَعْبٌ***إذا ما  قادتِ الأَمَـــــــــلَ الصُّــفــــــوفُ

وَمَنْ سَأَلَ النَّوالَ بِغَيْرِ حَزْمٍ***سَـــتَــــــصْـــرَعُهُ العَــــــوائِقُ وَالحُـــتوفُ

نَشَأْتُ على الكَراهَةِ في بِلادٍ***بِها الأَقْـــــلامُ تَــطْــعَــنُها السُّـــــــيــــوفُ

وَهذا أَخْبَثُ الأَوْضاعِ سوءً***بِمُــــجْـــــتَـــــــمَعٍ تُبـــــــــادُ بِهِ الحُــروفُ
                               ////
سَأَكْتُبُ في مُؤَخِّرَةِ الكِتابِ***يِأَنِّـــــــــي لا أَخـــافُ مِــــــنَ الــــــــــذِّئابِ

فَكُلُّ مُقَدِّماتي عِنْدَ نَظْمي***يُلاحِـــــــقُـــــــــها النَّواطِـــرُ بِالكِـــــــــــلابِ

وَتِلْكَ طِباعُ أَنْظِمَةِ التَّدَنِّي***سِياسَـــــــــــتُها التَّــــــــــسَـــــــلُّــحُ بِالعِقابِ

أَطابَ النَّفْسَ أَنَّ الفَجْرَ آتٍ***لِيَنْقَـــــشِعَ الكَــــــــــثــــيفُ مِنَ الضَّــــبابِ

وَتِلْكَ حَقيقَةٌ لا رَيْبَ فيها***سَــــــــــتــــولَدُ بَعْدَ تَسْـــــوِيَةِ الحِـــــــسابِ
                              ////
دَعونا نَزْرَعُ الآمالَ فينا***وَنَقْــــتَــــــــبِـــسُ الهُـــــــــدى أَدَبا وَديـــــنا

دَعونا نَحْرُثُ التَّفْكيرَ بَحْثاً***عَنِ المَـــــــــــوْروثِ مِنْ سِــــرِّ الأَوَّليــنا

عَلَيْنا بِالطُّموحِ إذا أَرَدْنا***مُنافَـــــسَة الشُّـــــــــــعــــوبِ الطَّامِــــــحينا

وَإِلاَّ فَالمَصائبُ سَوْفَ تَأْتي***فَنُصْـــــــــــبِحُ في الشُّعوبِ الأَرْذَلـــيـنا

إِلَيْكُمْ يا بَني وَطَني إِلَيْكُــــــمْ***أُــــــــبَلِّـــغُ ما رَأَيْـــتُــــــــهُ ساءَ فيــــنا
                               ////
أَقولُ إلى الشَّبابِ كَفى انْغِلاقا***خُذوا أَمَلَ النُّهـــــــــــوضِ لَكُمْ سِــباقا

أَقولُ لَهُمْ :قِفوا في وَجْهِ لَيْلٍ***يُحاوِلُ أَنْ يُجَــــــــــــمِّـــــــــدَنا اخْــتِناقا

وَكونوا طامِحينَ بِلا حُدودٍ***وَصونوا النَّفْـــسَ واجْتَنِـــــــــبوا النِّـفاقا

فَأَنْتُمْ رَأْسُ مالٍ في بِلادي***وَصَحْوَتُكُـــــــمْ تُمَــكِّنُـــــنا اللِّحــــــــــاقا

فَكُلُّ صِعابِ أُمَّتِنا تَهونُ***إذا الشُّبَّانُ قَـــــــــــــدْ عَزَمــوا اشْـــــــتِياقا
                            ////
نَشَأْتُ على التَّسَلُّطِ في السُّجونِ***وَكانَ السَّحْلُ مِنْ أَرْقى الفُـنــــــونِ

يُقَلِّبُ جُثَّتي الجَلاَّدُ سَحْلاً***بِسَوْطِ الجَلْدِ في قَعْرِ السُّـــــــجـــــــــــونِ

وَأَصْرُخُ والصُّراخُ بَدا عَجوزاً***وَحُنْجُرَتي تَثورُ على السُّــــــكونِ

وَفي وَطَني شَرِبْتُ العَيْشَ مُرّاً***وَغَيْري قَـــــــدْ تَقَلَّبَ في المُجــونِ

فَهَلْ أَدَبُ السُّجونِ بِجَوْفِ صَدْري***يُعَدُّ المُسْتَـــــطيرَ مِنَ الجُنونِ؟
                              ////
أَصايَتْنا الوَساوِسُ والنُّحوسُ***وَفي أَوْطانِنا حَـــــنَـــــتِ الرُّؤوسُ

نُقَبِّلُ في الرُّؤوسِ وَفي الأَيادي***وَلَمْ تَنْفَـــــعْ ضَـمـائِرَنا الدُّروسُ

وَنَعْبُدُ غَيْرَ رَبِّ النَّاسِ جُبْناً***كَأنَّا في عِبادَتِنــا المَـــــــــجــــوسُ

فَكَيْفَ سَنَسْتَعيدُ رِضاءَ رَبِّي***وَأُمَّتُنا تَعُجُّ بِـــــهــا النُّحـــــــوسُ؟

أَلَمْ تَرَ كيْفَ أَصْبَحْنا نُعاني***نُساسُ كمـــــا يُرادُ ولا نَســـوسُ؟
                                ////
يُؤَنِّبُني الضَّميرُ على الإِجابَهْ***فَأَلْجَأُ بِالــــــيَراعِ إلى الكِـــــتابَهْ

أُحاوِلُ أَنْ أُجيبَ على سُؤالٍ***لِماذا نَحْـــــنُ تَحْكُمُنا عِصــــابَهْ؟

وَكَيْفَ نُريدُ أَنْ نَرْقى بِشَعْبٍ***يَعيشُ مُقَـــــــيَّداً تَحْـــتَ الرَّقابَهْ؟

تَجَلَّى كُلُّ شَيْئٍ في بِلادي***وَلَمْ نَقْــــــدِرْ على قَـــــــوْلِ الإجابَهْ

وَكَيْفَ سَنَسْتَطيعُ عِلاجَ داءٍ***أَصابَ النَّاسَ واغْتَصَبَ القَرابَهْ؟



محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة