طوبى

 طوبى لمنْ بصدى اللّسانِ يُزَغْرِدُ

طُوبى لِمَنْ بِالمُفْرداتِ تَأَلَّقا***وبِحِكْمَةٍ في المُلْهَمــــــــــــــينَ تَـــــخَلَّقا
بُشْراهُ أَنَّهُ مِنْ بَديعِ حُروفِهِ***غَزَلَ الرَّفيعَ مِنَ البَيانِ فَأَشْـــــــــــــــرَقا
لَمْ أَدْرِ كيْفَ أَنارَ جَوْفَ قَريحَتي***نَظْمٌ تَغَنّى بالحَياةِ وَشَقْــــــــــــــشَقا
صِيَغٌ مُؤَنَّقَةُ البِنـــــــــاءِ بِدِقَّةٍ***تَخْتالُ بَــــيْنَ الشّاهِقـــــــــــــــاتِ تَأَلُّقا
رَكِبَتْ عُقولَ ذَوي الطُّموحِ وَحَلَّقَتْ***كالطّيْرِ رَفْرَفَ في السَّماءِ مُحَلِّقا
////
نُورُ الحُروفِ بِها اللّسانُ تَكَلَّما***وَبها اسْتَطاعَ بأَنْ يُزيحَ المُبْـــــــــهَما
إقْرأْ فَأَمْرُ اللهِ فَرْضٌ واجِــــبٌ***يَدْعو عَزائِمَنا بِأَنْ تَتَـــــــــــــــــــعَلَّما
تَرقى العُقولُ بِجُرأَةٍ إنْ أَدْركَتْ***أَنَّ ارتِقاءِ النّاسِ صارَ مُـــــــــــحَتَّما
لابُدَّ منْ خَلْعِ الغَباوَةِ فانْتَـــــــظِرْ***فَصْلَ الرَّبيــــــــــعِ إذا الأَنامُ تَأَقْلَما
وَتَرى رَحى التَّغْييرِفي دَوَرانِها***سَتُبيدُ عَصْـــــــــــــرا بِالبَقاءِ تَوَهَّما
////
قَلَمي إلى لُغَــــــــــةِ البَيانِ تَقَرّبا*** وَمنَ التَّكاسُلِ والخُـــــــمولِ تَهَرّبا
مِنْ حِبْرِهِ انْهَمرتْ مَواطِرُ حِكْمَةٍ***سَقَتِ الوَرى منْ غَيْثِها فَتَعَـــــــجَّبا
والنَّظْمُ يَعْزِفُ ما يَشاءُ مُـــــغَرّدا***بِلِسانِ سِحْرٍ قَدْ أســـــــــرَّ وأَطْرَبا
لُغَةٌ بها وَحْيُ الحَـــــــــــكيمِ أَمَدَّنا***حَتّى يَزيـــــــــــدَ بِنا الفَلاحُ تَقَرُّبا
سَأَظَلُّ أَعْصُرُ بِالحُروفِ قَريحَتي***لِاَصوغَ شِعْراً في التِّلاوَةِ مُــعْرَبا
////
أَقْلامُنا بِنُبوغِنا تَتَـــــــــــــــــجَدَّدُ***وَبِها الحَناجِرُ لا تَزالُ تُغَـــــــــرِّدُ
تَرْقى المَشاعِرُ في القُلوبِ بِنَظْمنا***طُوبى لِمَنْ بِصدى اللّسانِ يُزَغْرِدُ
إنَّ الحُروفَ لدى اللَّبيبِ أَحِبَّةٌ***بِرِضائِها يْحْيا الفُؤادُ فَيَـــــــــــــــسْعَدُ
حَقِّقْ مُناكَ إِنِ اسْتَطَعْتَ بِلَفْظَةٍ***فَلَقَدْ تَجــــــــــــــــودُ بِما تُريدُ فَتَرْشُدُ
فَاليَوْمَ حانَ لِكُلِّ حَرْفٍ ثائِرٍ***مِنْ أنْ يَجــــــــــــــــــودَ بِما يَراهُ يُجَدِّدُ
////
لُغتي أرادَ زوالَها الأعْداءُ***حينَ اسْتَبَدَّتْ بِالأُمَّـــــــــــــــــــةِ الأَهواءُ
وَبَدا جَلِيّا للجَميعِ هُبوطُها***لَمّا أَهانَ بَيانَها العُــــــــــــــــــــــــــملاءُ
وَكَذلِكَ اتَّهَمَ الضّعافُ أُصولَها***بِئْسَ الذي أَدْلى بِهِ الضُّــــــــــــــعَفاءُ
لا تَحْقِرِنَّ لِسانَ أُمَّتِــــنا الذي***منْ نورِ حِكْمَتِهِ ارْتَقى الفُقَـــــــــــــهاءُ
واذْكُرْ مآثِرَ أَحْرُفٍ تَرَكَتْ لنا***إِرْثاً كبيراً خَطَّـــــــــــــــــــــهُ الأُدباءُ
محمد الدبلي الفاطمي
Rahma Faraji و٧ أشخاص آخرين
٣ تعليقات
أعجبني
تعليق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة