أَرَدْنا أَنْ نَقومَ فَما اسْتَطَعْنا

أَرَدْنا أَنْ نَقومَ فَما اسْتَطَعْنا

أَلا ثوروا فقَدْ كَثُرَ الفُجور***وفي أوْطانِنا تَأَنَّثَتِ الذُّكـــــــــورُ
ألا ثُوروا على التَّقْصيرِ فينا***فَنَحْنُ على الرَّحـى دوْماً نَدورُ
نُحَمْحِمُ للشّعيرِ متى نَراهُ***وَنَعْبِسُ إنْ تَقَهْــــــــقَرَتِ الأُجورُ
تَلَوَّثَ كُلُّ شَيْئٍ في بِلادي***وفي لُغَتي تَخَلَّــــــــطَتِ الأُمــورُ
أُعَلِّلُ بالمُنى قَلْباً عَليلاً***كَأَنَّ العَقْلَ أَحْرَقَهُ الشُّـــــــــــــــعورُ
                                ////
نَكادُ نَكونُ أَشْبَهَ بالجَمادِ***على أَيْدي أَباطِرَةِ الفَــــــــــــــسادِ
فما للْوَعْيِ في وَطَني نَصيبٌ***ولا التَّفْكيرُ يَرْغَبُ في الرَّشادِ
وفي لُغَتي وَجَدْتُ الحَرْفَ سَهْماً***يُصيبُ بِرَمْيِهِ نُخَبَ الجَمادِ
يُسافِرُ في البَلاغَةِ بالمَعاني***فَيأْتي بِالبَيانِ مِنَ السَّــــــــــوادِ
بِذلِكَ تُبْدِعُ الأَقْلامُ سِحْراً***فَتَبْدو في التَّنافُسِ كَالجِــــــــــــيادِ
                              ////
أَرَدْنا أَنْ نَقومَ فَما اسْتَطَعْنا***وفي حَرْبِ الوُجُودِ قَدِ انْهَـزَمْنا
نُجَعْجِعُ في الكَلامِ بِلا طَحينٍ***وَنَنْهَقُ كالحَميرِ وما انْتَهَــيْنا
تَأَخَّرْنا بِأُمَّتِــــــــــــــنا قُروناً***ومازالَ الجُمودُ وما اهْتَدَيْنا
يُعَيِّرُنا العِِدى بِالجَهْلِ جَهْراً***لِأَنّا للطَّلاحِ قَدِ انْحنَـــــــــــيْن
 وَلَوْ شِئْنا الصُّعودَ إلى الأَعالي***بِتَنْشِئَةِ المَواهِبِ لَا رْتَقَيْنا
                            ////
بِقَدْرِ الكَدِّ تَزْدَهِرُ المُيولُ***فَتَرْكُضُ نَحْوَ غايَتِها العُقـــــولُ
تُناديها المَواهِبُ مُقْبِلاتٍ***وَمِنْ أَفْلاكِــــــــها رَحَلَ الأُفولُ
فَتَحْنو قاصِراتُ الطَّرفِ عِشْقاً***وَتَتَّضِحُ المَسالِكُ والحُلولُ
ولولا الوَعْيُ والتَّنويرُ ما***تَخَلّى عنْ تَخَلُّفِهِ الجَهـــــــــولُ
فَهَيّا يا شبابَ العَصْرِ هَيّا***فَإِنَّ المَجْدَ تَعْكِسُهُ الطُّلــــــــولُ
                            ////
سَنَنْهَضُ إنْ عَرَفْنا ما نُريدُ***لِأَنَّ النَّارَ يَرْهَبُــــــها الحَديدُ
عَلَيْنا أنْ نُعَلِّمَ بِاجْـــــــتِهادٍ***وَمَعْـــــــرِفَةٍ يَشِعُّ بِها الجَديدُ
فَنَحْنُ اليَوْمَ في عَصْرٍ طَموحٍ***تُسَلِّحُهُ العُـــقولُ بِما يُريدُ
وَنَحْنُ كما تَرانا لا نُبالي***كَأَنّا في مَواطِنِنا عـــــــــــبيدُ
وما أَدْري لَعَلَّ الفَجْرَ آتٍ***وَوَقْتَئِذٍ سَيَقْتَرِبُ البَعـــــــــيدُ
محمد الدبلي الفاطمي

        

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة