فَكَـــيْفَ بِرِّكُمْ نَجَحَ الحِمارُ؟

فَكَيْفَ بِرَبِّكُمْ نَجَحَ الحِمارُ؟

سَيَبْقى الشَّعْبُ في وَطَني مُطيعا***لنُصْبِحَ في زَرائِبِنا قَطــيعا

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ صِرْنا في بِلادي؟***وكَيْفَ الجُبْنُ أَرْهَبَنا جَمـيعا؟

تَكَلَّفْنا التَّمَدُّنَ فَانْحَـــــــــطَطْنا***كَأنّ خَريفَنا أمْـــــــسى ربيعا

وَهذا الحالُ زادَ من التّدنّي***وَسوءُ الحالِ أَلبَسنا الـــــفَــظيعا

نُوَلْوِلُ كالعَجائِزِ في زَمانٍ***بِهِ الإنْســـانُ قَدْ صـــــنَعَ البديعا
                               ////
كَثُرْنا بالتَّــــــناسُلِ كالجَرادِ***وفينا النَّهْبُ أَصْـــــــبَحَ كَالقُرادِ

نُباعُ إلى الأَعادي في بِلادي***بِأَثْمِــــنَةِ البَــــهائِمِ في البَوادي

وَتِلْكَ جَريمَةٌ في حَقٍّ شَعْبٍ***تَربَّى في البُيوتِ على الفســــادِ

كَفى ذُلاًّ كفى جُبْناً وَجَهْلاً***فَقَدْ غَلَبَ الفَـــــــسادُ على الرّشادِ

فَهلْ أَنْتُمْ منَ الأمْواتِ صِرْتُمْ؟***أَمِ الأحْياءُ قَدْ هَجَروا بِلادي؟
                                  ////
أهذا اللّيْلُ أمْ طلعَ النَّهــــــــارُ؟***فَكَـــيْفَ بِرِّكُمْ نَجَحَ الحِمارُ؟

أَلَيْسَ مِنَ الخَساسَةِ أنْ تَرانا***على نَفْـسِ الرَّحى دَوْماً نُدارُ؟

وَمَنْ أَلِفَ التَّمَلُّقَ عاشَ قِرْداً***وهذا الطَّبْعُ في الإنْسانِ عارُ

تَعِبْتُ منَ التَّسَكُّعِ في بِلادٍ***تَغَلْــــــــــــغَلَ في ثَقافَتِها البَوارُ

سَأَبْقى شاهِراً عَلَمَ التَّحَدّي***إلى أنْ يَخْلَعَ اللّيلَ النَّهـــــــــارُ
                               ////
أََسأْنا بالنِّفاقِ إلى النُّفوسِ***فَضَيَّعْنا الكَثــــــيرَ منَ الدُّروسِ

نُهينُ رُؤوسنا بالخَرِّ ذُلاًّ***وَنَضْغَطُ بِالخُنوعِ على الــنُّفوسِ

نُحارِبُ بَعْضنا سِرّاً وجَهْراً***لِنَنْشُرَ بَيْننا حَرْبَ البَــسوسِ
                             
سَئِمْتُ العَيْشَ في بَلَدي شَريداً***أُُنَقِّبُ في الجُسومِ عنِ الرُّؤوسِ

فَهلْ نَحْنُ الصّهاينَةُ انْحرافاً؟***أَمِ التَّشبيهُ أَقْرَبُ للْمجوسِ؟
                                 ////
لماذا نَحْنُ صِرْنا تافِهينا***نُصَنَّفُ في الأَخيــــــرِ الأَوَّلينا؟

أليْسَ العارُ أنْ نَبْقى ضِعافاً***نُقَدِّسُ كالعبيد الحــــــاكمينا؟

نُقَبِّلُ في الرُّؤوسِ وفي الأيادي***وَنَحْنو للْمُسَيْطِرِ راكِعينا

سَمَحْنا في كَرامَتِنا انْحِـــــلالاً***فَهاجَرَنا الهُدى أَدباً وَدينا

وفي فَخِّ الخَساسَةِ قَدْ سَقَطْنا***فَصِـــــــرْنا بالنِّفاقِ مُكَبَّلينا

محمد الدبلي الفاطمي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة