أرى عربا

أتلكم لعنة أم ذا غضـــــــــــب؟
بأقنعة الثّعالب نســــــــــــتعين***وفعل الشّرّ يركبه اللّعــــــــــــــــــــين
نراوغ في التّعامل كالأفاعي***ونضمر ما يضـــــــــــــــــــــرّ ولا نبين
سقطنا في التّخلّف من قرون***وشلّ عقولنا العمل المهـــــــــــــــــــــين
ننافق بعضـــــنا سرّا وجهرا***وفي أوساطنا كثر الأنيـــــــــــــــــــــــن
أصاب الأنفس الطّاعون حتّى***أتانا بالأذى الشّطـــــــــــــــــــط الدّفين
////
تأمّل ما تراه لدى العــــــــــــرب***أتلكم لـــــــــــــــــــعنة أم ذا غضب؟
أجيبـــــــــــوني فإنّي في بلادي***تحاصرني الوساوس والكــــــــــــرب
أفتّـــــــش في مكاني عن دليل***يقود بلاغتـــــــــــي نحــــــــــو الأدب
وأسأل هل سنشــــعر ذات يوم***بما ارتكب القساوسة العــــــــــــــرب؟
وكيف سنستطيع بلا عـــــــــــــــــــــلوم***صناعة ما نشاء من النّخب؟
////
أرى وطنَ العُروبة مُســــــــــــــــتباحا***وفي وَجْهِ العِدى انبطَحَ انْبطاحا
فأصْبحَ في الشّعوب حديث عَصْرٍ***بِأَلْسِــــــــــــــــنَةٍ تَكيــــــلُ لنا القُباحا
وفي مجرى الزّمانِ رأَيْتُ غَــــــيّاً***تَناسَلَ عِنْدنا فَــــــــــــــــــغدا مُزاحا
مَللْتُ ســـــــــــماعَ هرطقةِ الأهالي***لِاَنّ الغَيَّ قَدْ أَضْــــــــــــحى مُباحا
صراخٌ في الكــــــــــلام بغير معْنى***وشتــــــــــــمٌ للْورى فاقَ النِّطاحا
////
أرى عربا من العمـل اســــــــــتقالوا***وفوْقَ رُؤوسنا عبــــــــثوا وبالوا
تطـــــــــــــــوّر لغوُهُم بعـــــــقيمِ فهْمٍ***وفي لهـــــجاتهم كثُر السّــــعالُ
يُثرْثـــــــرُ جلّــــهُم فــــــــــــي كلّ نادٍ***وجوْهرُ لغْــــــــوهِمْ قــيلٌ وقالُ
تخـــــلّفَ ركبُــــــــــهُمْ خلْف اللّـيالي***وبين صفوفـــهم سكـــــنَ الوبـالُ
وهبّ الجـــــــــــهلُ بالإرهابِ فيهم***فساد القتلُ وانتـــــــــــــشرَ النّكالُ
////
أرى عرباً طـــــــــــــغوْا دهراً طويلا***وباعوا أهْــــــــلهم بيــعا ذلـــيلا
تعيش شعـــــــــــوبهم عيشا مهاناا***وتعتبر التّحرّر مســـــــــــــــــتحيلا
ويقــمع في الشّـــــــــــوارع كلّ يوم***شباب عاطل فقد السّـــــــــــــبيلا
ويعصر بالغلاء الشّــــــــــــعب عصرا***وقد حمل الأذى زمنا طـــــويلا
يخاف من التّســــــــــلّط كلّ يوم***وفي التّفـــــــــــــــكير قــد فقد البديلا
////
أرى عـــــــــربا وراء العصــر نامــوا***ونام نبوغهم وطــــغى الـــــحرام
تقـــــــــــــــطّع أمرهم في الكون ليلا***وهاموا أجمعين وما استــــــقاموا
ينافق بعـــــــــــــــضهم بعــــضا نفاقا***يجــــمّله التّـــــــملّق والكــــــلام
سقى الجـــــــهل الضمائر كأس ذلّ***وشرّدها التّحرّش والــــــــــــــــمدام
وتلك نقائص سقطت علــــــــــــينا***فرسّخ نهجها البــــــــــــــــــشر اللّئام
////
أرى عــــــــــــــرب الدّعارة والمجون***وقد ألفوا التــــجارة في العـــيون
تراهم يفســــــــــــــــدون بلا ضمير***ويغتــــصبون مـــــــختلف الجـفون
كأنّ فجــــــــورهــــــم إعــــــصار يمّ***تفجّر بالبـــــــــــــغاء وبالجـــنون
وسلطتــــــــــــــــنا تصول بلا حياء***وتضــرب شعـــــــبها عند البــطون
رضينا بالمـــــــــــــــهانة فانبطحنا***غداة قعــــــــــــــودنا خلف القـرون
////
أرى عربا لمــــــــــــــلّتهم أســــاؤوا***وبالتّكــــــــفير والإرهاب جاؤوا
وجاؤوا بالفساد وبالتّدنّي***فضاق العيش وانتــــــــــــــــــــــــشر الغباء
كذلك في الحيـــــــــــــــاة نقاد قهرا***ويرعبـــــــــنا التّسلّط والبـــــغاء
وقد كشـــــــف الطّــــــبيب لنا دواء***فما نفع الطّبــــــــــيب ولا الدواء
غدونا كاليــــتامى فــــــــي بلاد***بها الأمــــــــــــــــطار طلّقها الشّتاء
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة