سلوا لُغتي

نهاركم سعيد إن شاء إخواني أخواتي

يسرّني اليوم أنْ أتحدّث وبجرأةٍ عن واقع تعليمنا وما تعاني منه مدارسنا وجامعاتنا وأجهزة منظوماتها.وكلُّنا نعلمُ وبشكل ملْموسٍ مدى تخلُّف مناهجنا في هذا السّياق.مازلنا نترقّبُ البركة تنزلُ من السّماءِ والسّماءُ لا تُمْطرُ لا ذهباً ولا فضّة.والأخطرُ من كلِّ هذا أنّ لغة تواصلنا انقلبت في مجملها إلى لغْوِ ليس إلاّ.وهذا الحالُ أثّر وبشكلٍ فظيعٍ على ثقافة شعوبنا وعلى مسالك تفكيرنا ممّا أدّى إلى ضُعْفٍ كبيرٍ في بنياتِ تفكيرِ شعوبنا وهو ما أعاق نُهوضنا وتركات قصعةً ظلّ يتكالب عليها الأعداء منذ قرونٍ خلتْ.

إنّ واقعنا التعليمي في طريقه إلى الإفلاس بعدما تبيّن أنّ مُواكَبتنا للعصر لم تعدْ في المُتناول .ذلك أنّ المدرسة في الوطن العربي لمْ تَعُدْ تُخَرّج من فصولها إلاّ العاطلين .وهذا مردُّهُ بطبيعة الحال إلى ما يُروّجُ في مناهجها وبرامجها ومقرّراتها أضف إلى ذلك التّدني الذي يعاني منه السواد الأعظم من رجال ونساء التعليم.كلُّ هذه العواملِ ساهمتْ ومازالتْ تساهم في تخرُّج الملايين من قطعان العاطلين مع أنّ فرص التشغيل المطلوبة لا تماشي مستوى التكوين لدى الخرّيجين العاطلين عن العمل.وأكيدٌ أنّ هذه الإختلالات أثّرت وبشكلٍ سلبي على الأوضاع الثقافية والإجتماعية للمواطين الأمرُ الذي ضاعف من الإنقلابات والثورات والعصيان المدني في معظم شعوبنا العربية.

إنّ دمقرطة الحياة العامة يُعْتبر جزءا كبيراً من إصلاح التعليم .وما لمْ توجدْ إرادةٌ سياسية بالدرجة الأولى لإصلاح التعليم لن يتحقّق هذا المطلب الأساس. وقصيدتي هذه تصبُّ في نفس المنحى. 


سلوا لغتي 
أحبّك أنت إن أنت استجبت***وعنّي في الهوى فعلا ســــألت
وإن أنت اقتنعت بغير حبّي***فإنّي في الــــــــهوى أهواك أنت
عشقت بهاءك الأخّاذ لمّا***رأيتك في الصّبـــــــــاح وكيف كنت
رأيتك شمعة تبكي اللّيالي***ومن أنوارها انبعـــــــــثت حياتي
فقلت لعلّها فقدت عزيزا***بهجرته إلى دنيا الــــــــــــممـــــات
////
وجدتك في الصّبا فردوس ربّي***وجنّة خاطـــــري وأريج حبّي
رأيت بك الحياة قد استحالت***إلى نور أضـــــاء ظلام قلـــبي
وفي أدب الحضارة كنت أحيا***وأنت رفيقتـــــــي وضياء دربي
أتيتك في الصّبا ظفلا صغيرا***لأقرأ بالــــــــــحروف كلام ربّي
فيا لغة الكتاب أسرت حبّي***وكنت أمــــــــــيرة دوما بقربي
////
أنا لا أستطيع العيش حيّا***وفــــــــقهك بيننا قد صـــــار غيّا
تعلّمك الصّــــغار بلا ابتكار***فكان تعـــــــــــلّما باللّغـــــو عيّا
وفي إعراب فقه النّحو أضحوا***كسالى لا لهم في الفهم ريّا
يئنّ الضّاد تحت الجهل نطقا***لأنّ الفهم قد أمسى عصيّــــا
وكيف سأستطيع النّوم ليلا***وليلي قد غدا ليلا شقيّـــــــــا
////
أحبّك أنت يا لغة الجمال***ففيك الذّكر ينضح بالكــــــــــــمال
وسعت كتاب ربّ العالمين***بعلم قد تقدّس بالـــــــــــجـلال
وفي كلّ العصور تركت مجدا***أضاء الكون فاخترق اللّــيـالي
بيانك لو ينافس نور شمس***تجاوزها بنورك في الجـــــمال
وليس النّور كالظّــــلماء كلاّ***وقول الحقّ أقوى في الجدال
////
سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع؟***متى الأنباء ينشرها المذيع؟
نفكّـــر في الزّعيم بلا حدود***وكم يشتاق عـــنترة الجميع
رمانا الجبن بالإذلال حتّى***غدونا أمّة لا تستطــــــــــــــيع
نبرّر عجزنا بالسّلم دوما***ونحن لأمرهم دوما نطيـــــــــــع
كأنّ شعوبنا انهزمت فنامت***وحلّ بأهلها النّكد الــــــمريع
////
بكينا في بلاد المسلمينا***بفعل تكالب المتســـــــــلّطينا
كأنّ شريعة الإسلام غابت***فأظلم سعـــــــــينا أدبا ودينا
وقد كثرت ذئاب الغاب فينا***فساد النّهب أرض المسلمينا
ونحن كما ترانا في انحطاط***نعربد فوق جهل الجاهلينـــا
نقبّل في الأكفّ وفي النّعال***ونقبل بالتّــــــسلّط أجمعينا
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة