ربّوا بنيكم

 سلام الله عليكم أخواتي إخواني القرّاء 

سُبحان الله الذي تقدّستْ سُبُحاتُ جمالِهِ عَنْ سِمَةِ الحُدوثِ والزّوال.وتنزّهَتْ سُرادِقاتُ جَلالِهِ عَنْ وَصْمَةِ التّغيُّرِ والإنْتقال.تَلألأتْ على صفحاتِ الموْجوداتِ أنْوارُ جَبروتِهِ وسُلطانِهِ.وتَهَلّلَتْ على وَجناتِ الكائِناتِ آقارُ مَلكوتِهِ وإحسانهِ وبذلك تَحَيّرتِ العُقولُ والأفْهامُ في كِبرياءِ ذاتِهِ وتَوَلّهتِ الأذْهانُ والأوْهامُ في بيداءِ عَظَمَةِ صفاته.دلّ على ذاتِه بذاته وشَهِدَ بِوَحْدانيتِهِ نِظامُ مصْنوعاتِه.سُبحانه لا عِلْمَ لنا إلاّ ما علّمنا إنّه هو العليمُ الحكيم.
أمّا بعد فإنّ التربية الصّالحةَ والتّعليمَ النّافِع كفيلانِ بإخْراج ابْنِ آدمَ من الظّلماتِ إلى النّور.وفي غيابِ أحَدِهما تُصبِحُ حياةُ الإنسان مضربطة ولا يستقيمُ لها الصّراط.ذلك أنّ التّربية تقوم بتنشئة صغير الإنسان على القيم والأخلاق النبيلة بينما يُسلّحهُ التّعليم بالعلم والمعرفة النّافعتين.وهكذا نُمَكّنُ صغيرَ الكائن البشري من حاجياته العقلية والحس-حركية والعاطفية.وفي هذا السّياق نكون قد استطعنا حمل أمانة تنشئة أطْفالنا كما يجب.وقصيدتي هذه تتناولُ هذا الطّرح.


ربّوا بنيكم 
نفكّر في الطّعام وفي الشّراب***ونكره أن نفــكّر في الكــــــــتاب
كأنّ بطوننا غلبت علينا***فصـــــــرنا في التّكالب كالكـــــــــلاب
وإنّ لنا ببطن الأرض يوما***لقاء في القـــــبور مع الحــــــــساب
ووقتئذ سندرك ما اقترفنا***فنــــــــــــشعر أنّنا تحـــــــت التّــراب
فعلّم ما استطعت فإنّ ربّي***سيجزي المصلــحين على الصّــواب
////
ألا ربّوا البنين على النّظام***وربّوهــــــم على فــــــــقه الكـــــلام
وربّوا في البنات العزم حزما***ولا تلقوا بهنّ إلى الـــــــــــــظّلام
أرى ترك البنين بلا اهتمام***خطيرا في الحـــياة على السّـــــــلام
وتربية كهذه سوف تأتي***بجيل في الشّعــــــوب من اللّئـــــــــــام
وعندئذ سنحصد ما زرعنا***وزرع الشّر يحصــــد في الخـــــــتام
////
ألا ربّوا بنيكم علّـــــموهم***وبالشّعر المـــــــــــــــــعبّر ثـــــقّفوهم
وكونوا للطّفولة خير عون***وبالنّصـــــــــــح المـــــوجّه زوّدوهـم
عليكم بالتّقــدّم إن أردتم***عليكم بالنّهـــــــوض إذا عزمــــــتـــــــم
وإن أنتم بقيتم في سبات***فأنتم في التّطوّر قد خســــــــــــــــرتـــم
عزائمكم سترسم ما ابتكرتم***فكونـــوا خير قوم إن أردتـــــــــــــم
////
أحبّ الصّالحين من الرّجال***ومن رفضـوا الرّكون إلى الضّـــلال
أحبّ الصّالحين ولست منهم***لأنّ خصالهم هزمت خصــــــــــالي
رجال مثل ماء المزن خيرا***كرام باليمـــــيــــــــن وبالشّــــــــمال
عظام في البناء إذا استعدّوا***سرائرهم تجسّــــــد بالفعــــــــــــــال
يساند بعضهم بعضا بحزم***على شقّ المسالك في الجـــــــــــــبال
////
لم عزف الشّباب عن الدّراسه؟***هل التّعليم أصـــــــبح كالنّجاسه؟
لماذا حظّنا حظّ تعيس؟***ومغربنا يضاعف في التّــــــــــــــــعاسه
نعلّم نسلنا ما ليس يجدي***ليــــــفشل في مواصـــــــــــلة الدراسه
رميناهم بشرّ مستــــطير***فحوّلهم إلى ســـــــــوق النّــــــــخاسـه
سنحصد في النّهاية ما زرعنا***لنــــــــبقى أمّة تحت الحــــــراسه
////
أغيثونا بتربيـــــــــة البنينا***فقد فــــــــقدوا الـــــــــهدى أدبا ودينا
مدارسنا تقهقر مستواها***فأضحت مصنـــــــــــــــــعا للعاجـــزينا
نعلّم للصّغار قشور علم***تشوّه بين أيدي الجاهلـــــــــــــــــــــــينا
ونأمرهم بحفظ الدّرس قسرا***ونضرب بالعصا ضربا مشيــــــنا
إذا صلح التّعلّم في بلادي***غدا التّلميذ مجتهدا أميــــــــــــــــــــنا
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة