أبكي على وطني

أبكي على وطني
لا يَجْتَني النَّفْعَ مَنْ لمْ يُحْسِنِ العَمَلا***وَلا ينالُ الرِّضا منْ آثَرَ الحِــــــيَلا
وأرجَحُ النَّاسِ عقْلاً منْ بِفِطْنَتِهِ***لا يَعْرفُ الحَيْفَ والتَّــــدْليسَ والوجَلا
تَرْقى النُّفوسُ إلى الخَيْراتِ جاِهدَةً***فَتُدْرِكُ العَصْرَ والتَّغْيـــــيرَ والأَمَلا
وَبالإِرادةِ يَجْري العزْمُ نــــحْوَ غَدٍ***فَيَمْنَحُ العَــــــــــقْلَ بِالإقْدامِ ما سَأَلا
تَصْحو الشُّعوبُ إذا ما العِلْمُ أَيْقَظَها***وَلَيْسَ يَفْلَحُ مَنْ في الجَهْلِ قَدْ وَحَلا
////
ماذا سَأكْتُبُ والأَقْلامُ تَحْتَضِرُ***وَالسَّاعَةُ اقْتَرَبَتْ والنَّاسُ تَنْتَـــــــــــظِرُ؟
نُمْسي وَنُصْبِحُ في ظَلْماءَ دامِسَةٍ***وَالكُلُّ يَعْلَمُ ما يُخْــــــــــــــفي لنا القَدَرُ
تَبْقى الشُّعوبُ إلى الحُكَّامِ خاضعَةً***تَحْني الرُّؤوسَ وَتَحْتَ القَمْعِ تُعْتَصَرُ
لا يَمْلِكُ العَزْمَ إلاَّ شَعْبُ مُجْتَــــمَعٍ***لَمّاَ يُريدُ بِصِدْقِ الجِـــــــــــدُّ يَنْتَصِرُ
وَمَنْ أَرادوا العُلى تَأْتي بِلا عَمَلٍ***أَتاهُمُ الوَهَنُ القأضي بما انْتَـــــظَـروا
////
أبْكي على وَطني والنَّاسُ تَبْتَـسِمُ***كَأَنَّ حُزْني بِرَيْبِ الفِعْلِ يَتَّــــــــــسِــمُ
هَبَّ البَغاءُ على الأَوْطانِ مُنْتَـــقِماً***مِنَ العَقــــــــيدَةِ والفُسَّاقُ ما نَدِمــوا
كَأَنَّ أُمَّتَنا في البُؤْسِ قَدْ غَرِقَتْ***فَطالها الجَهْـــــــلُ والإِمْلاقُ والسَّــــقَمُ
وَلَيْسَ يُقْبَلُ إنْ أَنْكَرْتَ مِحْنَتَنا***فَواقِعُ الحالِ بِالنُّقصانِ يَصْـــــــــــطَــدِمُ
مازلتُ أُومِنُ بالتَّغْييرِ في وَطَني***لوْلاهُ ما حَقَّقتْ أَحْلامَها الأُمَــــــــمُ
////
إشاعَةُ الظُّلْمِ في الأَوْطانِ طُغْيانُ***وَالحُكْمُ في بَلَدي حَيْفٌ وَبُهْــــــتانُ
والنَّهْبُ والزُّورُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ***والبَغْيُ طاغٍ وَشَـــرُّ النَّاسِ أَلْوانُ
نَكادُ نُصْبِحُ كالعُبْدانِ في بَلَـــــدي***وَما لنا كشـعوبِ الأَرْضِ أَوطانُ
كالكادِحينَ على نارٍ مَعيشَتُـــــــهُمْ***وَكلُّ عَيْشٍ يُهينُ النَّاسَ خُـسْرانُ
وَلَيْسَ يَقْوى على التَّغْييرِ مُجْتَـــمَعٌ***أَعاقَ نَهْضَتَهُ جَهْلٌ وَطُغْـــــيانُ
////
قُلْ لي:بِأَيِّ جَديدٍ جِئْتَ يا عامُ؟***مازالَ في وَطَني التَّغْيـــــيرُ أَوْهامُ
بِئْسَ الشُّعوبُ أَذَلَّ الجُبْنُ نَعْرَتَهُمْ***واللَّيْلُ عَسْعَسَ والحُــــكَّامُ ظُلاَّمُ
ما أَقْبَحَ الجُبْنَ عِنْدَ النَّاسِ إنْ ظُلِموا***إنَّ الجَبانَ يِســوءِ الطَّبْعِ لَوَّامُ
وَكُلُّ شَعْبٍ سَيَجْني ما سَيَزْرَعُهُ***والعِلْمُ نُورٌ وَجَهْلُ النَّاسِ إِعْــدامُ
يَجْري الزَّمانِ وَكُلُّ الخَلْقِ يَتْبَعُهُ***وَسِــرُّ نَشْأَتِــــــنا ساعاتٌ وَأَيَّامُ
////
كَيْفَ المَآلُ إذا ما ساءَتِ الحالُ***وَهَبَّ وَيْلٌ بِضَـــرْبِ النَّارِ قَتَّالُ؟
وَقَـــدْ سَأَلْتُ لِأَنَّ الـقُدْسَ صادَرَها***أَعْداءُ رَبِّي بِـدينِ الحَـقِّ جُهَّالُ
وَكيْفَ أَسْكُتُ عَنْ تَهْويدِ حاضِرَةٍ***وَما لَها بِأَقاصـي الأرْضِ أَمْثالُ؟
أَنالَها الشَّرَفَ الأَعْلى مُعَــــلِّمُنا***مُحَمَّدُ المُنْذِرُ المُــــخْتارُ مِفْضال
لِذلكَ القُدْسُ لَنْ نَرْضاهُ عاصِمَةً***لِلْمُعْتَدينَ وَجُـــبْنُ الــــنَّاسِ إِذْلالُ
محمد الفاطمي الدبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة