وَفي رَوْضِ القَريضِ شَمَمْتُ عِطْراً

وفي رَوْضِ القَريضِ شَمَمْتُ عِطْراً

أَنا الشَّادي المُغَرِّدُ في بِلادي***نَشَأْتُ عَلى الأَصالَةِ في اجْــــــــتِهادي

عَشِقْتُ الشِّعْرَوَالإِبْداعَ نَظْماً***فَكانَ تَعَلُّمي سَــــــــــنَـــــــــدي وَزادي

وَكُنْتُ بِما اكْتَسَبْتُهُ مُسْتَعينا***على صَقْلِ البَلاغَةِ فــــــــــي انْتِــــقادي

أُوَجّهِ أَحْرُفي بِبَيانِ نَظْمٍ***يَحُفُّ بِها الرَّفيـــــــــــعُ مِــــــــــنَ الـــــوِدادِ

وَأَرْسُمُ ما أُحِسُّ بِهِ لِأَنِّي***نَشَأْتُ على الأَصـــــــالَةِ في بِـــــــــــلادي
                            ////
يَقولُ لِيَ الرِّعاعُ كَفى قَريضا***فَإنَّ الشِّعْرَ قَدْ أَضْــــــــــحى مَريضا

تَلَوَّثَتِ الثَّقافَةُ في بـــــــــلادي***وَأَسْـــــــقَطَنا تَعَلُّمُنا حَضــــــــــيضا

تَعَطَّلَتِ المَواهِبُ في زَمـــــانٍ***بِهِ اسْتِسْلامُنا أَمْـــــــــــسى نَقيـــضا

كَأَنَّ عُقولَنا انْقَلَبَتْ عَلَيْنا***فَأَمْسى الفرْقُ في تَباعُدِها عَريـــــــــــضا

فَيا ليْتَ الثَّقافَةَ ذاتَ يــــوْمٍ***تُعـــــــــــيدُ إلى نَوادينـــــــــــا القَريضا
                                ////
نُحَمْحِمُ للِشَّعيرِ مَتى نَراهُ***وَنَكْرَهُ أَنْ نَرى عَلَفـــــــــــاً سِـــــــــــواهُ

مَدارِسُنا تُعَلِّفنا قُشـــــــوراً***وَهذا في التَّـــــــــــعـــــــــــــلُّمِ ما تراهُ

تُعَلِّمُنا الضَّلالَةَ والتَّدَنِّـــي***ولا أَدْري متــــــــــى يَعْــــــــــــفو الإلَهُ

تَعَرَّضَتِ المَدارِسُ في بِلادي***إِلى نَهْــــــــــــجٍ تَدَنَّى مُسْتــــــــواهُ

فكانَ سُقوطُنا في القَعْرِ حَتْماً***وَلَفْظُ الحَقِّ تَنْطِــــــــــــقُهُ الشِّـــــفاهُ
                               ////
أُحِبُّ عَقيدَتي حُبّاً عَظيما***وفي لُغَتي أَهْــــــــــــوى القَــــــــــــديما

أُحِبُّ الضَّادَ في القُرآنِ هَدْياً***وفي الإعْرابِ نَظْماً مُــــــــــــسْتَقيما

أَضافَ لِفِطْرَتي أَدباً رَفيعاً***فَأَصْبَحَ بِالنُّهـــــــــــــــى حَرْفاً كَريما

وَفي رَوْضِ القَريضِ شَمَمْتُ عِطْراً***بِهِ الأَشعارُ عَطَّرتِ النَّسيما

وَمِنْ عِنَبِ الحُروفِ عَصَرْتُ نَظْماً***بِخَمْرَةِ سِحْرِهِ ذُقْتُ النَّــعيما

محمد الفاطمي الدبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة