لمأ الأُنثى يُبَخِّسُها الذّكورُُ؟

مساء الخير واليمن والبركات صديقاتي أصدقائي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمْلتْ علي قريحتي الإلفاتَ إلى واقع الأنثى في مجتمعاتنا ونحن في مستهلّ القرن الواحد والعشرين.هذا الواقع الذي مازال مبرقعاً بالمآسي والمظالم من شتى الألوان كالإغتصاب والتّمييز والتّحرّش والإحتقار وكُلُّها سلوكات تنمُّ عن ثقافة مُنحطّة تعتبرُالمرأة متعة وخادمة وراعية للأطفال.وهكذا ثقافة تُبيّن بجلاء رؤية المجتمع المتدنية للأنثى ممّا جعلها لقمة سائغة وفريسة سهلة لدى السّواد الأعظم من الذّكور.
ولا يفوتني بالمناسبة التنديدُ باستغلال الأنثى في سوق الدعارة والبغاء وجَعْلها أداة طيّعةً للمتعة والترويح عن النّفس لدى الذّكور.ذلك أنّ دور الملاهي والحانات في هذا الإستغلال لم يعدْ خافياً على أحد.كذلك استخدامُها كخادمة في البيوت منزوعة الإنسانية تتعرّض لجميع أنواع الإعتداءات والإهانات ولا تستطيع الدفاع عن نفسها أو التبليغ بمن اعتدى عليها.وهذه القصيدة كفيلة ببيان معاناة الأنثى إلى يوْمنا هذا.

لمأ الأُنثى يُلاحِقُها الذّكورُُ؟

تأمّلْ ما تراهُ لدى الأمـــــــمْ***فربُّ العــــــــــــرْشِ علَّــــــم بالقلـــــــــمْ

وعلَّم بالبيانِ أصولَ فــــــقْهٍ***أنارَ الفـــــــــــكرَ فارْتقَــــــتِ القـــــــــــيمْ

ألمْ ترَ وقْفةَ الأُنثى انْتِـــصاباً***وكـــــــــــيفَ تقدَّمــــــتْ كلَّ الهِـــــــممْ؟

أبانتْ عن شهامتِها فَأَضْحَتْ***مِثالاً في الشُّـــــــــــعوبِ لَدى العَـــــجمْ

فوا أسَفي على الأنثى لديْنا***تُعامَلُ فــــــــــي المـــــنازلِ كالـــــخدمْ
                                ////
لمأ الأُنثى يُلاحِقُها الذّكورُُ***ونَحْـــــنُ على الرَّحــــــــــى دوماً ندورُ؟

أَليستْ نِصْفَنا جسدًا وروحاً؟***لــــــــماذا يَسْتَـــــبِدُّ بنا الغــــــــــرورُ؟

نُعنِّفُها ونَطْــــمَعُ في هَواها***وسوءُ الفِـــــعْلِ يَعْقُـــــــــــــــــبُهُ النّفورُُ

فلا التّأنيثَُ ضُعْفٌ في النّساءِِ***ولا الذُّكْرانُ كُلُّهُــــــــــــــمُ الصّــــقورُ

فَكُنْ دوْماً معَ الأُنثى لطيفاً***فإنَّ اللُّطْـــــــفَ يَتْبَـــــــــــــعُهُ السّــرورُُ
                               ////
نُحِبُّ البرْبَريّةَِ في الرِّجالِ***وَنَفْــــــخَرُ بالـــــــتَّعالي في الخصــــــالِ

وَنَعْتقدُ اعْتقاداً ظلَّ وَهْماً***بِأنَّ العُنْـــــــــفَ مَفْـــــــــــخَرَةُ الرِّجـــــالِ

وَهذا في الحَقيقةِ سوءُ وَعْيٍ***تَرسَّـــــــــخَ في العُقـــــــولِ لدى البغالِ

تَأمَّلْ حالَنا ستَرى نُفوساً***مِنَ الدَّهْـــــماءِ تَعْبــــــــثُ بِالخِــــــــــلالِ

تَربَّوْا في بُيوتِ الظُّلْمِ لَيْلاً***على قِيَمِ حَوَتْ ســـــــوء الفِــــــــــــعالِ
                             ////
لِما الأُنثى تُهانُ بلا سَبَبْ؟***لماذا يَسْـــــــــــتَخِفُّ بها العــــــــــربْ؟

تُسيئُ إلى كَرامَتِها نُفوسٌ***تَربَّتْ كَالوُحُـــــوشِ علــــــــــى الغضبْ

وَيَحْرِمُها الأقاربُ حَقَّ إِرْثٍ***لأنَّ الجَهْلَ ظَلَّ هُـــــــــوَ السّــــــــببْ

وَتُمْنَعُ مِنْ تَعَلُّمِها وَتبْقى***أَســــــــــــــــيرَةَ بَيْتِها ترْجــــــــو الهَـرَبْ

وَليستْ في الحقوقِ كَما اللَّواتي***بِمُجْـــــــــتَمعِ التَّحَـــــضُّرِ والأدبْ
                                       ////
أرى الأُنثى بلا سَببٍ تُهـــــانُ***وَيُؤْذيها الــــــتَّحَــــــــرُّشُ واللّســان

تُعامَلُ في البُيوتِ بلا احْتِرامٍ***كَخادِمَـــــــــةٍ يُلاحِقُــــــــها الـــهوانُ

وَتُضْرَبُ إنْ أَبَتْ أنْ تَسْتَجيبَ***وَتُتَّهَمُ انْتِقـــــــــــــامــاً أوْ تُــــــــهانُ

وإنْ هَرِمَتْ كَأُمٍّ أَهْــــمَلوها***وَشَرَّدَها بِقَـــــــسْــــــــوَتِهِ الزّمـــــانَُ

وَما الأُنثى سوى أُمٌّ وَزَوْجٌ***وَأُخْتٌ في شَريعَـــــــــتِنا تُـــــــــصانُ
                              ////
سَألْتُ الله ربَّ العالمــــينا***مُعـــــــــاقَبَــــــــةَ الرِّجالِ الظّالمينـــــا

يَسومونَ النّساءِ أذىً وخسْفاً***وشرُّ النّاسَِ منْ أضــــــــــــحى لعينا

أَلمّا تَعْلموا أنَّا ابْــــــــــتُلينا***بداءِ المُــــــــشْــــــــركينَ المارِقـينا؟

فَصِــــــرْنا أُمَّةً مِنْ دون دينٍ***لأنَّ الدّين يَنْهـــــــــى المســـلميـنا

رَكِبْنا كُلَّ فِعْلٍ مُسْتَــــــطيرٍ***وَشَيْطَنَنا التَّـــــــخلُّفُ أجمـــــــــعـينا
                                ////
دَعوني أسْأَلُ العُقلاءَ عِلْما***ومنْ حازوا الهُدى وعْياً وفهْــــــــمـــا

لماذا حوْلَ أنْفُسِـــــنا ندورُ؟***وَفي تَفْكــــــــيرِنا نَزْدادُ عُـــــــــقْماً؟

أليسَ الفاسدونَ هُمُ الذّكورُُ؟***وَكَيْفَ نَتَّهِمُ النِّسْـــوانَ ظُـــــــــــلْما؟

نُغالطُ في الحقائقِ دون فِقْهٍ***ونُدْلي بالَّذي قدْ ظلَّ وَهْـــــــــــــمـــا

وَنَتَّهِمُ الأُنوثةَ بالتَّـــــــدنِّي***ونَحْنُ السَّاقِطونَ هُــــــــــدىً وَعِلمــا
                              ////
أُحبُّ الغيْرَ والتَّقْوى زِمامي***وَأَحْلُمُ راجياً حُـــــــــسْنَ الخِـــــتامِ

أُحبُّ الخَيْرَ للإنْسانِ حُبّأً***تَجَسَّدَ في الخِصالِ وفـــــــــــي الكَلامِ

أُقاوِمُ ما اسْتَطَعْتُ غُرورَ نَفْسي***لِأُصْبِحَ في الخِصالِ مِنَ الكِرامِ

لَعَلِّي في الخِتامِ أَنالُ أَجْــــــــراً***مِنَ الغَفَّارِ يَرْفَعُ مِنْ مَــــــقامي

وَإِنَّ البِرَّ بَيْنَ النَّاسِ خَيْـــــــــــرٌ***وَسوءُ الفِعْلِ يُنْسَــــــــبُ للِّئامِ

محمد الدبلي الفاطمي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة