سَتُجْبِرُنا الوُحوشُ على الهُروبِ

سَتُجْبِرُنا الوُحوشُ على الهُروبِ
إذا ما الشّعْبُ أَصْبَحَ مُسْتَطيعا***سَيَرْفُضُ أَنْ يَكونَ لَهُمْ قَـــــــطيعا
تَقَهْقَرتِ الإرادَةُ في بِلادي***وَلَمْ يَعُدِ الكِتابُ لنا شَــــــــــــــــــفيعا
وَتِلْكَ مُصيبَةٌ لا ريبَ فيها***لِاَنّ الشّعْبَ قَدْ خَسِرَ الرّبــــــــــــــيعا
فَحُوِّلَتِ الشُّعوبُ إلى ضِباعٍ***تُزاوِلُ في تَوَحُّشِها الفظـــــــــــــيعا
وهذا في المآسي زادَ عُمْقاً***فأَمْطَرَنا العَواصِف والصّقــــــــــيعا
                               ////
سَتُجْبِرُنا الوُحوشُ على الهُروبِ***إلى الدّيْجورِ منْ جِهَةِ الغُروبِ
وَحينَئذٍ سَنُصْبِحُ في بِلادٍ***بِشَرْعِ الغابِ تَحْكُمُ في الشُّــــــــــعوبِ
كأنّ عقولَنا سُقِمَتْ بِداءٍ*** تَسَلَّلَ في الدّماءِ إلى القُلــــــــــــــــوبِ
تَهُبُّ على مواطِنِنا المآسي***فَنُنْهَشُ كالفَرائِسِ بالخُطــــــــــــوبِ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطعْ في البَحْرِ طَفواً***سَيَدْفَعُهُ الهلاكُ إلى الرُّســـــوبِ
                                 ////
أَلِفْنا في ثَقافَتِنا الظّلاما***فَصارَ الحَرْفُ في لُغتــــــــــــــي مُلاما
أَلمْ تَرَ شِعْرَنا أضْحى شَعيراً***وَأَمْسى النّظْمُ في لُغَـــــتي حَراما؟
نُجَرُّ إلى النّخاسَةِ ليسَ إلاَّ***لِيَبْقى الجَهْلُ في وَطَني نِـــــــــــظاما
وفي الدّركِ الحَضيضِ من التّدنّي***ارْتَطَمْنا بالصّهايِنَةِ ارْتِطـاما
فَصِرنا كالبَهائمِ في زَمانٍ***أنارَ العلْمُ بالقَلَمِ الظّـــــــــــــــــــلاما
                              ////
رَضَعْنا من عوائِلِنا النّفاقا***فَكِدْنا أنْ نَموتَ بِهِ اخْــــــــــــــــتِناقا
نُتاجِرُ في النّميمةِ كلّ يَوْمٍ***فَتُنْبتُ مِنْ قَذارَتِها الشّــــــــــــــــقاقا
وَنَرْجُمُ بَعْضنا بالغَيْبِ رَجْماً***كَأَنّ نُفوسنا تَهْـــــــــــــوى النّفاقا
تَعَلَّمْنا التّحايُلَ والتّخفّي***فَضيّعْنا الصّـــــــــــــــــــداقةَ والرّفاقا
وهذا العارُ جَرَّعَنا انْحِطاطاً***وَمِنْ عَدْواهُ أَنْجَبْنا الطّـــــــــــلاقا
                                 ////
نُعِدُّ الفاسدينَ منَ الذُّكور***ونَتّهمُ الثّقافَةَ بالقُصـــــــــــــــــــــورِ
عَليْنا أنْ نُعِدَّ القادرينَ***على الأمواجِ في وسطِ البُحـــــــــــــورِ
نُعَلِّمُهُمْ مُنازلةَ انْكِماشٍ***تَغَلْغَلَ في الكَثير من الــــــــــــــصُّدور
وَنُعْطيهِمْ دُروساً في التّرقّي***بِمَنْحِهِمُ التَّجارِبَ في الأُمــــــــورِ
وَإنْ نَحْنُ اسْتَطَعْنا فِعْلَ هذا***نَهْضْنا بالإناثِ وبالذُّكـــــــــــــورِ
                                ////
على أَوْتارِ أشعاري أَبوحُ***بأَحْرُفِ مَنْطِقٍ عِطْراً يــــــــــفوحُ
أُجاري جَهْلَ عَصْرٍ لا يُجارى***وَعَنْ وَطَني بِمَوْهِبتـــي أنوحُ
أُعَلّلُ بالمُنى قَلْباً جريحاً***وعَقْلي يَسْتَبِدُّ بهِ الجُـــــــــــــــــموحُ
تُحاصِرُني الحياةُ بسوءِ حظّي***وما ذَنْبي سِــــــوى أَنّي أبوحُ
تَعَدَّدَتِ النَّوائِبُ والقَضايا***وساءَ الحالُ فاخْتَنقَ الطُّــــــــموحُ
محمد الفاطمي الدبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة