لم نخفي المساوئ والعيوبا؟

لِمَا نُخْفي المساوئَ والعُيوبا؟
أناديكُمْ ولا أحداً يجــــــــــيبُ***كأنّ الشّمسَ أغْرقها المـــــــغيبُ
تزندقت الضّمـــائر في بلادي***وشاع النّهب والشّطط الرّهيــب
وزغردت الرّذيلة ثمّ صــــاحت:***ألا ناموا فنومكم عــــــــجيب
ألا ناموا فصــــــــحوتكم حرام***ونهضتكم بنا لا تســـــــــتجيب
ولو كنتم رجالا ما انبطــــــحنا***وكيف سينحي الرّجل اللّبـيب؟
////
دعوني في السّهول مع البقر***ففي الأدغال قد أجد البـــــــــــشر
تعبت من التّفــــــكر في بلاد***بها الإنسان يسكن في الحــــــــفر
عيون الماء في الأعماق تجري***وعجز النّاس ينتـــظر المــطر
فلو كنّا إلى الخيرات نسعى***لأخرجنا المياه من الحـــــــــــــجر
ولكنّ الإرادة فــــــي بلادي***يعطّلها التّخــــــلّف في النّـــــــظر
////
صحيح أنّنا قوم ضــــــــعاف ***يهدّدنا التّــصحّر والجــــــــفاف
نعوّل في الحياة على الأماني***وفي أوساطنا كثـــر العــــــجاف
ونجهل أنّ كسب العلم حلّ***سيقوى عبر نهضــــته الضّــــعاف
تزيد به العقول هدى ورشدا***وتملكه الشّــعوب فلا تخــــــــاف
إليكم يا بني وطني إليكم***فإنّ الغـــرس يعقبه القــــــــــــــطاف
////
سقطنا في الحضيض من النّدم***وهبّ السّحت فانبــطح القلــــم
نبيع حروفنا بيعا ذميــــــــما***وبين النّاس أفـــــسدت القـــــــيم
أراد بنا الأعادي كلّ ســـوء***لنصبح في الوجــــود من العــدم
وقد نصبوا الكمائن واستباحوا***حقوق النّاس واغتصبوا القسم
فقل للظّالمين غدا سنحـــيا***فننـــــــــزع من ضــــمائرنا الألم
////
لم نخفي المساوئ والعيوبا؟***لم الغوغاء ترفض أن تتـــــوبا؟
نعيب عدوّنا والعيــــــب فينا***وشرّ النّاس من فقد الصّـــــوابا
وإنّ الجهل في الإنسان عار***كأنّه كلبة ولـــــــــــــــدت كلابا
تزيد به النّفوس أسى وغيّا***فترتكــــــــــب الجرائم والخـرابا
وقد علموه داء مستطيرا***ولكنّ القليل من استــــــــــــــــجابا
////
قبيح أن نعيش على الشّعير***ونجلد بالعصا جلد الحــــــــمير
كأنّ الطّاعة العمياء رجس***وظلم للعـــــــــــــــقول وللمصير
ألم تر كيف حاصرنا التّدنّي***ونكّل بالصّـــــــــغير وبالكبير؟
نقبّل في النّعال وفي الأيادي***ونقنع بالقليل من الشّـــــــــعير
سماسرة الفساد طغوا علينا***ونحــــــن وراءهم مثل البـــعير
////
ألفنا في تعاملنا الحــــــــيل***وذكر الله قد ضـــــــــرب المثل
نراوغ كالثّـــــــعالب كلّ يوم***ونطمع في الوصول بلا عمل
رمانا الضّعف خلف العصر حتّى***غدونا في الخلائق كالهمل
يمرّ بأمّتي الماضي فيبكي***بكاء عن فظاعة ما حــــــــــصل
ونحن كما ترى قوم ضعاف***فقــــــــــدنا في ثقافتنا الأمــل
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة