فساد في الحواضر والبوادي

فساد في الحواضر والبوادي

ضمائر أمّتي ليست سليمه***أصيبت بالنّـــــــفاق وبالنّمـــيمه

وما الأحقاد في الإنسان إلاّ***ضغائن أنجـــــبت قيما ذمــيمه

تغيّر كلّ ذي طعــــم ولون***وأمّــــــتنا تولول كاليـــــتـــمه

وإن أنت استمعت لهم بعقل***ستدرك أنّهــــم مثل البـــهيـمه

تجاوز جهلهم سقف التّدنّي***وفي أمـعائهم أمــــل الوليــــمه
////
تقرّر كنسنا مثل القذاره***بمكنـــسة التّــــخلّـــــف في الإداره

أردنا أن نعود فما استطعنا***كأنّا قد منـــــــينا بالخــــــساره

تلوّثت النّفوس بكلّ خبث***فشــــــبّت في عوانــــسنا الدّعاره

نجاهد بالفساد وليس سرّا***لننــــجح في السّــياحة عن جداره

ونعتقد اعتقادا ظلّ وهما***بأنّا في الشّعوب لــــنا حـــــضاره
////
دعوني أسأل العقلاء فينا***ومن ركـــــبوا الهـــدى أدبا ودينا

هل الإصلاح فعل أم كلام؟***أم الإفــساد طال الحاكـــــمينا؟

وهل أنتم رأيتم مســــتقيما***لدى حـــــكّام كلّ المســـــلمينا؟

كأنّ الحاكمين لهم حقوق***تبــــــيح لــهم عقـــــاب الكادحينا

وهذا عطّل التّفكير حتّى***غرقــــــنا في الجـــهالة أجمـــعينا
////
رأيت الطّفل يمسح في الحذاء***ويهـــــتك باللّواط من الوراء

نلوم زماننا واللّوم فـــينا***وهتك العــــــرض من قيم البــغاء

ألم يبلغك ما فعلوه غصبا***بعربــــــدة تدلّ علــــــــى العداء

كأنّ حشودهم أضحت ضباعا***تطارد في الرّجال وفي النّساء

إذا ما الظّلم عسعس في بلاد***أصاب شعوبها قدر القضــــاء
////
أرى السّلطان ربّا لا إماما***إذا ما الظّـــــــــلم كان له زماما

وإنّ العدل في الأوطان ركن***به الأركان تلتئم التــــــــــئاما

تشعّ به العدالة مثل شمــــــس***فتنشر من أشعّتها السّــــلاما

فنشـــــــعر بالأمان وبالتّرقّي***وبالسّلطان نعتصم اعتــصاما
محمد الفاطمي