فوا حَزَني

فوا حَزَني

أضَلَّ عُقولَ أُمَّتِنا الهُراءُ***وَعَشَّش في مـــــشاعِرِها الوَباءُ
تَرانا غافِلينَ عَنِ انْحِطاطٍ***يَقودُ بِنا القِــــطارَ كَما يَشــــاءُ
جَعَلْنا الدِّينَ في الدُّنْيا قِناعاً***فَشاعَ الفُحْشُ واتَّسَــــعَ البَلاءُ
وَلَمْ تَتْرُكْ لَنا المَأْساةُ عَزْماً***لِأَنَّ الدَّاءَ مَـــــــصْدَرُهُ الغَباءُ
فَيا رَحْمانُ بِالإسْلامِ فَرِّجْ***فَإنَّ الدِّينَ خَلْــــخَـــــــلَهُ الرِّئاءُ
                              ////
كَرِهْتُ المُدْمِنينَ على النِّفاقِ***ومَنْ رَشقوا السَّكينَةَ بِالشِّـقاقِ
نُراوِغُ كالثَّعالِبِ في زَمانٍ***يُقاسُ بما يُسَـــــجَّلُ في السِّـباقِ
وَنَحْنُ كما ترى كالذَّيْلِ صِرْنا***نُصِرُّ على المَزيدِ منَ النِّفاقِ
نُطيعُ الحاكِمينَ بِلا حُدودٍ***وَنَرْكَعُ خِشْيَةً عِنْدَ الــــــــــتَّلاقي
فوا حَزني ووا أسفي عَلَيْنا***أُصِبْنا في الأُخُوَّةِ بِالطّـــــــلاقِ
                               ////
سَنَبْقى أُمَّةَ المُسْتَعْبَدينا***نَخافُ مِنَ الطُّغاةِ الحاكِميــــــــــــنا
نُقَبِّلُ في الرُّؤوسِ وَفي الأَيادي***كَأَسْرى في الحَديدِ مُقَرَّنينا
تَرانا طائِعينَ لِكُلِّ أمْرٍ***مَخافَةَ أنْ نُعاقَبَ أَجْمَــــــــــــــــعينا
حَمَلْنا الذُّلَّ حتّى ضاقَ مِنّا***لِنَشْربَ بِالأَسى كَدراً وَطــــــينا
وَقَدْ حَكَمَ الرّعاعُ بِما أرادوا***وَنَحْــــــــنُ كَما تَرانا طائِعينا
                                ////
أَرى الأُدباءَ قَدْ عَبَدوا الحُطاما***فأَمْسى في بَلاغَتِهِمْ غَراما
تُباعُ بِمَدْحِهِمْ قِيَمُ المَعالي***ومَنْ خَسِرَ الهُدى فقَدَ المَـــــقاما
أَلمْ تَرَ أَنَّهُمْ مَدَحوا نِفاقاً***فَفاقُوا في مَواطِـــــــــــــنِنا اللِّئاما
كَأَنَّ ثَقافَةَ الخُفَّاشِ شاعَتْ***فَحَلَّلَتِ المَفاسِدَ وَالحَــــــــــراما
وإنَّ معَ العَسيرِ يَجيئُ يُسْرٌ***إذا ما العَزْمُ صـــــارَ لَنا إماما
 محمد الفاطمي الدبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة