طوق الغرام

 قرّائي الأفاضل أسعد الله أيّامكم 

بينما أنا مُسْتغْرقٌ في لذّة الكلام مُعْتَبراً بِحِكَمِهِ في تَشريعِ الأحْكام.إذْ رَأيْتُ أمامي حمامةً قدْ جَعلتْ طَوق الغَرامِ في عُنُقِها علامة.فقلْتُ لها:حَدّثيني عنْ ذوْقِكِ وَشوْقكِ وأوْضحي لي ما الحِكْمَةُ في تَعَلُّقِ المُغْرمينَ بِطَوْقِكِ؟ فقالتْ:أنا المُطوّقَةُ بِطَوْقِ الأحْلامِ والمُقَلّدةُ بأوسمَةِ الأفْهام.المْ ترَ أنّني انْتُدبْتُ لِحمْلِ الرّسائلِ وتَبْليغِ الوَسائِلِ للسّائِلِ.فإذا وَصلْتُ أدّيْتُ ما حَمَلْتُ وعَمِلْتُ ما عَلِمْتُ.وَهُناكَ طُوِّقْتُ وبِالبِشارة خُلِقْتُ وَلِشُكْرِ الرّحْمانِ وُفّقْتُ.وهذه القصيدة بشارة طوق الحمام.


طوقُ الغرام

أُقاسِمُكَ المَحبَّةَ والوِدادا***ومِنْ فِقْهي أُبادِلُكَ الرَّشـــــــــــــــادا
حَبيبٌ لَوْ كَشَفْتَ الغَيْبَ عَنْهُ***وَجَدْتَ هواكَ قَدْ مــلأَ الفُـــــؤادا
تُشاطِرُني مَوَدَّتُكِ الأماني***كَاَنَّ الحُبَّ أَلْهَمَها السَّـــــــــــــدادا
أرادَ بِنا الوُجودُ بِناءَ حُبٍّ***ولا بُدٌّ لـــــنا مـــــــــــــــــمّا أرادا
وَعِشْقُكَ بالمَوَدَّةِ نالَ مِنّي***فَعَلَّـــــــــمني المَحَبَّةَ والــــــــوِدادا
////
أَتَيْتُكِ سائِلاً دِفءَ الحنانِ***لأَنْعمَ بِالسَّكينَةِ والأمــــــــــــــــــانِ
بَعَثْتُ إِلَيْكِ مِنْ لُغَتي رَسولاً***على مَتْنِ الرّفيعِ مِنَ البَـــــــــيانِ
وَكُنْتُ بِما عَشِقْتُهُ مِثْلَ طَيْرٍ***أُغَرّدُ راكِباً فَوْقَ البَـــــــــــــــنانِ
أُشَقْشِقُ تارَةً وأنوحُ طَوْراً***وَقَدْ رَحلَ المكانُ عنِ الزّمــــــــانِ
وَفي اللّيْلِ البَهيمُ رَأَيْتُ نَجْما***بَعيداً في الزّمان عن المـــــــكان
////
هَدَيْتُك في الهوى طَوْقَ الغرامِ***على طَبَقِ المَــــــــوَدَّةِ والوِئامِ
ومنْ عِطْرِ البَنَفْسَجِ فاحَ نَفْحٌ***من الحبِّ المُرَصَّعِ بِالـــــــــغَرامِ
وَتَحْتَ عباءَةِ القَمَرِ الْتَحَمْنا***يُحيطُ بنا الكَثيفُ مــــــــــنَ الظَّلامِ
وكانَ حَديثُنا شوقاً وَعِشْقاً***وَهَمْساً قدْ تَطَــــــــــــــــرّز بالكَلامِ
وفي بَحْرِ المَوَدَّةِ قَدْ سَبَحْنا***على نَغَمٍ تَعَـــــــــــــــــطّرَ يالسّلامِ
////
أَرَدْتُكِ أنْ تُجيبي عنْ سُؤالي***لِماذا طالَني وَجَعُ اللّـــــــــــيالي؟
رَماني الهَجْرُ بِالأشْواقِ حَتّى***تَمَرَّدَتِ المَشاعِرُ في خـــــــيالي
أَمُرُّ بِجانِبِ الماضي فأَبْكي***وَدَمْعُ الهَجْرِ أَبْلَغُ في المِــــــــــثالِ
أراحَ القَلْبَ أَنّي منْ حُروفي***أُداوي هِــجْرتي لأُريــــــــحَ بالي
نَصيبي من شبابي في حياتي***قَصَيْتُهُ مُكْرَهاً في عُقْــــــرِ حالي
////
وَجَدْتُ الدّفْءَ في حُضْنِ الكِتابِ***وَمِنَ صَفَحاتِهِ انْطَلقَ انْسِيابي
هَداني بِالحُروفِ إلى ارْتِقاءٍ***تَرَبَّعَ فَوْقَ ناطِحَةِ السَّـــــــــــحابِ
تَفَرّدَ في مَحَبَّتِهِ صَفاءً***فَسُمّيَ بالصَّدوقِ مِنَ الصِّحــــــــــــــابِ
بِفَضْلِهِ أحْرُفي وَجَدْتْ سَبيلاً***يَقودُ إلى البِناءِ على الصّــــــوابِ
وَحُبُّكَ للْمُطالَعَةِ اهْتِــــــــــداءٌ***وَوَعْدٌ بالصَّداقَةِ للكِــــــــــــــتابِ
////
بَناتُ الفِكْرِ زادَتْ منْ غَرامي***فَضاعَفَتِ المَساعيَ باهْتِمامـــــي
أحَبَّتْني على الإخْلاصِ حُبّاً***تَجَسَّدَ في الرَّفيـــــــــــــعِ منَ الوِئامِ
أُغازِلُها فَتُبْدِعُ في هواها***وَتَسْــــــــــــــــــــــمَحُ لي بِتَنْحِيِةِ اللّثامِ
وما لُغَتي سوى أصْلي وفَصْلي***وُمُلْهِمَتي بِما يَحْلو كلامـــــــــي
سَأَبْقى حامِلاً عَلَمَ التّحدّي***وَفي خَطْوي أَســـــــــــــيرُ إلى الأمامِ
محمد الفاطمي الدبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة