جبال الريف

 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

من أنوال عاصمة النضال ضد المستعمرين الإسبان أُطلُّ هذا الصباح سائلا بديع السّماوات والأرض أنّ يتغمّد شهداءنا الأبرار بواسع رحمته وأن يسْكِنهم فسيح جنانه .إنّه هو السّميع المُجيب.

إنّهم رجالُنا الأشاوسُ الذين ضحّوا بأنفسهم وأرواحهم ليحيى الوطنُ حُرّاً .وبدافهم المُستميت ونضالهم الخالص واجهوا  نيران المُحتلّين بصدورهم فأبلوا بلاءً حسنا واستطاعوا مبارزة الأعداء بما تيسّر لهم من العتاد.لم يتراجعوا أمام الطائرات والدبّابات وجحافل الجيوش الغازية بل لقّنوهم دروسا ستبقى خالدة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.وهذه القصيدة إحياء لتلك الملاحم التي سطّرها الأسود بدمائهم. 


جبال الرّيف

أرى فوق الجبال على القمم***عباقرة النّضال من الهمــــــــم
رجال في الكفاح لهم حياة***بها التّاريخ ســـــــطّره القــــــلم
بكت أنوال من بعد الرحيل***بكاء بالدّمـــــــــــــــاء وبالألــــــم
لقد فقدت هزبرا كان شهما***وكان من الأكابر في الكــــــــرم
عمامته استقرّت فوق رأس***به الإقدام أنجـــــزه القـــــــــدم
////
أرى عبد الكريم من العظام***وقد أردى العــــــــــديد من اللّئام
محمّد في النّزال غزا الأعادي***ودافع في البـلاد عن السّلام
أبى التّفريط في الأوطان جهرا***وقاد الثّائرين إلى الأمــــــــــام
فأرعب عزمه الإســـبان رعبا***بصاعقة الرّصـــــــاص وبالسّهام
وأرهب عزمــــــه الإفرنج لمّا***تقدّم في الكفاح بلا انهــــــــزام
////
سلوا أنوال عن تلك اللّيالي***وما فعل الفحـــــــــول من الرّجال
تزعّم حشدهم بطل خبير***بضرب النّار في قمــــــــــــم الجبال
رمى الإسبان في البحر اقتدارا***وحاصرهم بدائرة النّـــــــــــزال
ولقّنهم دروسا في حروب***تجاوز هولها هـــــــول القـــــــــــتال
وأبدع في الكمائن ما دهاهم***وضــــــــــــــرب النّار ينذر بالزّوال
////
جبال الرّيف للماضي كتاب***بها أنوال حاصـــــــــــــــرها الكلاب
وقد صمدت أمام المدّ جزرا***وفي أدغالها جمــــــــــع الحساب
وأمطر أهلها الإسبان غازا***فمـــــــــــات النّاس وانتشر الخراب
وألقيت القيود على زعيم***بنقـــــــــــــض الوعد خادعه الذّئاب
فأصبح مجده مجدا عريقا***وقد غنّى لصولتـــــــــــــــه الشّباب
////
كفى فخرا بملحمة الجبل**ومن صنعوا الصّـــــــــمود مع البطل
رجال في المعارك قد تخطّوا***خطوط النّار واقتحــــــــموا الوجل
وردّوا النّار بالنّيران ضـــــــربا***وقد فرّ العـــــــــــــدوّ على عجل
فزغردت النّساء من العذارى***وضــــــــرب النّار قد ينهي الأجل
وما اعتقلوه في الميدان لكن***أتاه الغدر مســــــــــــــتترا أجل
////
قضى عشرين عاما في السّجون***تحيط به البحار مع السّكون
وقد رفض الرّكوع وظلّ صخرا***عليه المــــــــــوج ثار من الظّنون
وفي مصر استقرّ به المقام***مع الأخيار في وطـــــــــن الفنون
وفضّل أن يعيش بنور علم***ليشكر من حماه من الجـــــــــنون
سقاه الله في مثواه عطرا***بذكره في القبـــــــــور مع المنون
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة