سأرْحلُ والمُقيمُ هو الأثرْ

سأرحلُ والمُقيمُ هو الأثرْ
قرأتُ الحــــبَّ في وجْه القمرْ ***وفي المُسْـــتمْلَحاتِ منَ العِبرْ
قرأتُهُ في الأمومةِ حين كانتْ***تُعلّمني الرّضــاعة في الصّـغرْ
تُذكّرني الحيــــاةُ بكلّ درسٍ***لأصبح في الوجـــودِ من البـشرْ
أحبّ النّاسََ حبّاً من فؤادي***وأومِنُ بالقـــــــــــــــضاءِ وبالقـدرْ
وأعلمُ أنّني بشرٌ ضعيفٌ***سأرحل والمقــــــــــــــــيم هو الأثرْ
////
قرأتُ الحبَّ في الأنْثى غراما***وفبها قد قرأتُهُ فاسْتــــــــــقاما
رماني سهمُ عيْنيْها يلطْف***كأنّــــــهَُ بيــــننا أحْيـــــــــا الوئاما
رأيت الشّمس منها قد أشّعتْ***بحسن بثّ في قلبي الــــسّلاما
فكان شروقُها في القلب حبّا***أضاءَ الصّدرََ واخْترقَ العظـاما
كأنّي فَبلها ما كنـــــــتُ حيّا***فأحْيتنــــي التّي امتلـكت غراما
////
أحبُّ الشّعر في أدب العـربْ***لأنّ الشّـــــــــعر يزْخرُ بالأدبْ
تنوّع غيثـــــــــــه حِكَماً وعلماً***فأنبت نهضة تعلــــــو الحقبْ
وعلّمنا الحضـــارة يوم كانت***تنير رؤى المثقّــف في العرب
وأمّا اليوم فالتّفكير أمسى***لقيطا في اللّســـــــــان وفي النّسـب
وأضحى الجهل منتسبا إلينا***كأنّ الجهل بالأدب انقـــــــــلب
////
أفتّش في الزّمان عن المكان***وأبحث في اللّسان عن البـــيان
وأسأل أحرف الإبــــداع ليلا***قترتعـــــــش الأكفّ مع البنان
يقول لي البيان دواك عندي***وتخبـــــــرني البلاغة بالأماني
ولو علم اليراع سبيل فقه***لأمـــــسك في الفــصاحة بالعـنان
ولكـــــنّ التّدبدب نال منّا***وشرّد فقهــــــــــــنا خلف الزّمـان
////
تعبت من التّفكّر في الحلول***وقد غلب الــــهراء على العقـول
تركت الذّهن منصرفا إليها***ليكتــــــــشف العقيم من المـيول
وقد ألفى الضّمائر في سبات***ومنـــــــــها من يعدّ بلا أصـول
تربّع فوق أســــــــــقفنا بلاء***فأسقطنا جميــعا في الوحـــــول
كأنّ عقولنا انهزمت فضلّت***طريق الهدي في كلّ الفـــصـول
////
لماذا نحن نعثر في الطّريق؟***لم انقلب الصّيق على الصّديق؟
فقدنا الأمن في الأصحاب لمّا***أضعنا البّر في وسط الـطّــريق
نراوغ بعضنا حســـدا وبغضا***ونكثر في النّباح وفي النّهـــيق
وإن تسمع لقول النّاس فينا***تجدهم كالضّـــفادع في النقـــــيق
وقد هدّت بنكستهم بلادي***وشبّ بها التّخــــــلّف كالحـــــريق
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة