واحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرّ قــــــــــــلـــــــــــــــــــــبي

واحـــــــــــــــــــــــرّ قـــــــلــــــــبــــــــــي

سأظلّ رغم تــــشاؤمي أتــــــفاءل***لأراوغ العــــقل الذي يتـــساءل

ماذا أقــــــــول وما أراه يـــــقول لي:***لا شكّ أنّك في الحياة مغــفّل؟

وأروح كالمجنون أسأل من مـــــعي***وأنا أفــــــتّش في البلاد وأسأل

واحرّ قلبي من تقـــــــــــهقر أمّــتي***في غيّها خلف الشعوب تولول

طورا تــــــــــعربد في الفــساد وتارة***بيد التّـــــسلّط والتّجبّر تسحل

واستوطنت حفر الحضيض فأصبحت***عمــياء في كنف الظّلام تهلّل

تجــــــترّ ماضيها الدفــــــــــين كأنّها***قطـــعان ضأن تستغلّ وتجـهل

سكن الــــــــــــهوان نفوسنا وأذلّها***ذلاّ بفعله لم نعد نـــــــــــتأمّل

ورمى بنا ســــــــــــيل الزّمان وراءه***كالقشّ بعثره الخراب الـمهول

نمسي ونصـــــبح كالنّعاج ثغاؤها***وسط القطــــــــيع تودّد وتوسّل

وترى الذئاب على الخراف تكالبت***هذا يحـــــــــاصرها وذاك يكـبّل

أمّا النّعاج فقد تـــــباع إلى الزّنى***حيـــث الدعارة بالدّراهم تعمل

كلّ الضمائر بالفـــــــــساد تلوّثت***وبها اســـــتبدّ حراكنا المتعطّل

والحاكمون على العباد تسلّطـوا***وبقهرهم في الخائفين تغلغلوا

رعب يلاحق بالتّــقشّف عيشنا***وتجــــسّس عبر الورى يتسلّل

ودراهم الشعب الفـــقير توزّعت***خلف الظلام بمنظق لا يـــــعقل

والرشوة البلهاء تلـــــهث خلفنا***إذ أصبحت في المعضلات تحـلّل

نخرت عظام جسومنا وتغلغلت***كالــــــــدّاء يصحبه العليل فيهزل

في مغرب أعطى اليـمين بأنّه***سيحارب السّحت اللّعين ويفعل

لكنّ عاصفة الفساد تضاعفت***لمّا توقّـــــــــف عزمه المتخــلخل

لولا الســـــماء وغيثها لأصابنا***قحط، وجاع غنيّنا المـــــــتــجمّل

محمد الدبلي الفاطمي