وما نـــــيل التّـــــحرّر بالتّــمنّــــي

وما نـــــيلُ التّـــــحرّر بالتّــمنّــــي...
لقد صدقــــــتْ ظُنونُك يا جريرُ***و شـــــعْرُكَ في الأوائلِ زَمْهريرُ
وصفْتَ النّاس وصفاً مُسْتفيضاً***وقُلتَ بأنّــــــــــــهُمْ بشرٌ حميرُ
وها نحنُ اســــــتبدّ بنا التّدنّي***فماتَ الحسُّ وانْتكسَ الضـــميرُ
فقدنا الفقْــــهَ والإحْساسَ لمّا***أصابَ عقولَنا الوهَنُ العـــــسيرُ 
وأضحى الويلُ مُشْتملاً عليْنا***فما سلم الغنـــــــــيُّ ولا الفقيرُ
////
ألمّ بنا التّخلّفُ والغـــــــــباءُ***وفي نزواتنا اخِْتـــــــــــلطَ البَـــغاءُ
نظنُّ بأنّ مَنْطــــــــقنا سليمٌ***وهذا الظَّنُّ أَنْجَــــــــــــــبَهُ الهُراءُ
نُهرْطِقُ في المحافلِ كلّ حينٍ***وقدْ غابَ التّعــــــــــقّلُ والحياءُ
وننْهبُ رزْقَ مُجتــــــــمعٍ فقيرٍ***يحاصره التّقــــــــــــهْقر ُوالبـلاءُ
وما نيل التّـــــــحرّر بالتّــمنّي***ولا الإبــــــداعُ يُـــــــدْركُهُ الغباءُ
////
سأدْفنُ نكْســــتي تحتَ الرّكام***وأجْلِدُ بالنُّــــهى سمْعَ الأنامِ
سأعلنُ عنْ ولادةِ بيْــــتِ شعْرٍ***به التَّفكيرُ أَشْرقَ في كَلامي
أنا ما كنتُ أرغبُ في انحطاطي***ولا شِئْتُ الجُلوسَ مع اللئامِ
رموني بانْحِرافٍ خابَ نَهْجاً***فذابَ النّورُ في غسقِ الظَّــــــلام
وجئتُ اليومَ أبحثُ عن لِسانٍ***يُعلّمــــني البلاغةَ في غَرامي
////
كفى جُبْناً كفى شَتْماً وَسَبّاً***فقد عمّ الأســـى شـرقا وغربا
يُعاقبنا اليهودُ متـــــــــــى أرادوا***كأنّ شُعــــوبنا اعْتُبِرَتْ كلابا
يموتُ صغارنا موتاً فـــــــــــظيعاً***وغـــزّةَ بالرّصاص غدتْ خَرابا
ونحــــنُ نُسالمُ الأوغادَ خوفاً***ونبْتــــلعُ الإهانةَ والعـــــــــقابا
ومن رفض الخضوعَ إلى الأعادي***جفاهُ الأهلُ واغْتُصِبَ اغْتصابا

                                 ////
أنحن المسلمون أم اليهودُ؟***أم الإسلامُ أصْـبحَ لا يســــــودُ؟
نبيعُ نفوســــنا بالمال دوماً***ونزْعُمُ أنّــــــــــنا عـــــربٌ أســودُ
ونتّهمُ الظّروفَ ونحنُ ندْري***بأنّ العارَ مصْــــــــــــــدرُهُ الجُحودُ 
سقطنا في الحضيض بفعل غيّ***يُمارسُ رِجْسَهُ العربُ القرود
وهذا الحالُ حَرَّعَنا المَآسي***فَهانَ العَزْمُ وانْعَدَمَ الوُجـــــــــودُ
محمد الدبلي الفاطمي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة