رَبُّ العِبادِ بِخَلْعِ الذُّلِّ قَدْ أَمَـــــــــرا

رَبُّ العِبادِ بِخَلْعِ الذُّلِّ قَدْ أَمَـــــــــرا
داءٌ أَلَمَّ بِنا فَاغْـــــتالَ ماضـــــــــينا***وَهُـــدْمُ مَشْـــــــــــــــــرِقِنا أَعْمى مَآقينا
أَهانَ أُمَّتَـــــنا ذُلٌّ فَقَهْقَرها***وَشَـــلَّــها غَـــيُّـــها جَهْـــــــــــــلاً وَتَـدْجــــيــــــنا
حَتَّى كَأَنَّ أَعاصيرَ الأَسى هَجَمَتْ***على النُّــــــفـوسِ فَزادَتْ مِـنْ مَــــآســــينا
رَمى بِنا الضُّعْفُ في أَيْدي صَهايِنَةٍ***طَغَــــوْا عَلَــيــــنا بِجُــــبْـنٍ شَــلَّ أَيْـديـنا
والقُــدْسُ تَـصْرُخُ تَحْتَ الأَسْـرِ باكِيَةً***وَقُــــبَّـــةُ المَـسْجِدِ الأَقْصى تُــــناديــــنا
////
يا أُمَّةً لا لها في عَصْرِنا شَـــــرَفا***أَضْحَتْ حَضارَتُـــها عِــنْدَ العِـدى تُـحَـفـا
حُكَّامُها مِنْ بَني صُهْيونِ قَدْ وَجِلوا***فَزادَهُــمْ رَبُّــــنـــا مِنْ جُـبْـنِــــــهِمْ تَــلَـــفا
ساسوا الشُّعوبَ بِما أَمْلَتْهُ سَطْوَتُهُمْ***فَأَصْبَــــــحَ النَّـــاسُ في أَوْطانِهِمْ جِيَــفــا
وَجَوَّعوا الأُمَّةَ العَجْفاءَ فَانْبَطَحَتْ***وَسَلَّــــــمَــــتْ نَفْــــــسَها خَوْفاً فَوا أَسَــفـا
تَحْنو الشُّعوبُ إلى الحُكَّامِ إنْ ضَعُفَتْ***فَـتَفْـقِـدُ العِرْضَ والأَخْلاقَ والــشَّــرَفا
////
رَبُّ العِبادِ بِخَلْعِ الذُّلِّ قَدْ أَمَـــــــــرا***وَنَحْنُ نَعْـــتَـــبِـــرُ اسْـــتِــعْـــــبادَنا قَـدَرا
ماتتْ ضَمائِرُنا بِالذُّلِّ فَانْعَدَمََـــــتْ***فــينا الكَـــرامَةُ كَيْ نَــــبْقـــى لَهُـمْ بَــقَـرا
نَرْعى وَنُحْلَبُ كَالأَنْعامِ في وَطَنٍ***أَضْحَتْ مَـــوارِدُهُ تُعْـــطى لِمَــــنْ كَــــفَرا
يَجْني اليَهودُ مِنَ الأَرْباحِ في بَلَدي***ما يَشْتَرونَ بِهِ الحُــــكَّــــــامَ وَالخَـــــبَرا
وَيُشْحَنُ النِّفْطِ عَبْرَ البَحْرِ مُتَّجِها***إلى الــيَــــهـــودِ لِأَنَّ الأَمْـــرَ قَـــــدْ صَدَرا
////
با أُمَّةً رَكَعَتْ ذُلاًّ على الرُّكَبِ***فَأَصْبَحَـــتْ عِـــبْـرَةً مِنْ كَـثْـــرَةِ العــــــجَبِ
تَكادُ تَخْنِقُها الظَّلْماءِ في زَمَنٍ***أَلْـــقى بِها أَسْـــفَــــــــلَ الأَقْــوامِ في الرُّتَــــبِ
كَقَصْعَةٍ حَوْلَها الجَوْعى قدِ اجْتَمعوا***مِنْ مُلْحِدينَ وَمِنْ هُــودٍ وَمِــنْ عَــــرَبِ
جَرى لَها الفَأْلُ نَحْسا واسْتَبَدَّ بِها***ضُعْـفٌ فَأَحْــــرَقَـــها كَالـنَّـــارِ للحَـــطَبِ
لَمَّا رَأَتْ أَهْلَها في الغَـيِّ قَدْ غَرِقوا***خَـــرَّتْ لِنائِــــبَـــةٍ أَعْــدى مِنَ الجَـــرَبِ
////
بِالأَمْسِ كُنَّا بِدينِ الله نَعْتَــــــصِمُ***والحَــــــجُّ يَجْــمَعُـــــنـا والحِـــلُّ والحَــرَمُ
كُنَّا بِوَحْدَتِنا تُخْـــــشى مَهابَـــتُنا***والأُسْـــدُ أُسْــــدُ الوَغى والحَربُ تَحْــــتَدِمُ
واليَوْمَ نَحْنُ بِلا عِرْضٍ وَلا شَرَفٍ***وَلا انْــــتِسابٍ بِهِ الإسْــــلامُ يُحْـتَــــرَمُ
تَشَتَّتَ الشَّمْلُ فانْهارَتْ حَضارَتُنا***وأَصْبَحَ الَقــــوْمُ في أَجْــسـادِهِــــمْ نُــــوَمُ
إذا رَأَتْنا الهودُ قالَ قائِلُـــــــــهُمْ***مِنْ هَـــؤُلاءِ أَتى الإِمْـــــلاقُ والـــــعَــــــدَمُ
////
يا أُمَّةً أَصْبَحَتْ عَمْياءَ بِالفِتَنِ***فَزادَها الجَهْـــلُ ما يَكْـــــفي مِنَ المِـــــحَـــــنِ
تُمْسي وَتُصْبِحُ كَالأَصنامِ جامِدَةً***تَجْتَرُّ ماضِيَها المَدْفــــــــونَ في الزَّمَــــنِ
كَأَنَّنا أَضْعَفُ الأَقْوامِ قَاطِبَةً***مِنْ كَـــــثْرَةِ الجُــــــبْـــنِ والتَّــهْويـلِ والوَهَــنِ
وقَدْ هَدَمْنا شُموخاً شَيَّدَتْهُ لَنا***أَجْدادُنا الغُرُّ مِنْ حَـــــيْـــفا إلى الــــــــيَـــمَــنِ
وَإِنَّ قَوْمي وَإِنْ كانوا ذَوي عَدَدٍ***فَهُمْ شُـــعوبٌ مِنَ الغَـــــوْغــــــاءِ وَالعَـفَنِ
////
يا أُمَّةً أَفْلَسَتْ في القَوْلِ وَالعَمَلِ***مِنْ بَعْــــدِما أَصْبَحَتْ تَرْعى مَعَ الهَـــــمَلِ
أَطْفالُها انْحَرَفوا مِنْ بَعْدِما هُمِلوا***فَكــــانَ مُنْطَــــلَقاً أَدَّى إلى الفَـــــــــشَــلِ
ماذا المَدارِسُ في الأَوْطانِ قَدْ صَنَعَتْ***إلاّ المُصابينَ بِالعَدْوى مِنَ الكَسـلِ
فَلا عُلومٌ ولا فِـــقْــــــــهٌ ولا أَدَبٌ***ولا لنا مِهَـــــنٌ تُـــفْضي إلى العَـــــمَلِ
طالَ انْحِطاطُ بَني الإسْلامِ قاطِـــبَةً***وَلَعْـــنَـــةُ القُدْسِ جاءَتْـهُمْ على عَجَلِ
////
ماذا أَقولُ وَنُعمى النَّاسِ أَقْـــــــوالُ***وأَنَّنا بقَضاءِ الحَــــقِّ جُـــــهَّـــــــــالُ
لا تَمْتَطي المَجْدَ إلاَّ أُمَّةٌ شَــــرُفَتْ***يِالعِــــلْمِ في وَسَــــطِ الأَقْوامِ تَخْــــتالُ
لَها منَ العَزْمِ ما اخْتارَتْ إِرادَتُها***كالغيْثِ يُحْيي وَما للْغَــــــــــيْثِ أَمْثـالُ
لا أُمَّةٌ غَرِقَتْ في البُؤْسِ فَاخْتَنَقَتْ***وَالبُؤْسُ يَخْـــــنُـــقُ والإِقْــــدامُ قَــتَّالُ
إنَّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ الكـــــــــتابِ بِه***شَـــرٌّ لأُمَّــتِـــنا بِالجَهْـــــلِ يَغْــــتالُ
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع أبي الحــــسن ابــــــــن زنباع الطــــنجاوي في الطبــــيعة

سبينوزا وهوبز

هواتف مهمّة